قصفت
قوات الحرس الجمهوري، المتمركزة في محيط مستشفى الثورة، والمعهد العالي
للعلوم الصحية بمدينة تعز، الليلة الماضية، منزل الشيخ حمود سعيد المخلافي،
والمنازل المجاورة له، وساحة الحرية.
وقالت مصادر محلية بأن منزل المخلافي والمنازل المجاورة له تعرضت لأضرار فادحة، جراء القذائف التي انهمرت عليها، دون أي مبرر.
واعتبرت
مصادر سياسية بالمحافظة هذا الاستهداف لمنزل المخلافي، مقدمة لاستفزاز
القبائل الموالية للثورة، بغرض إثارتها على الرد، من أجل تبرير تنفيذ مخطط
عدواني على أبناء تعز، وبالذات الواجهات الاجتماعية التي أعلنت حمايتها
لشباب الثورة، وقالت بأن هذا المخطط أعد سلفا، وبدأت مؤشرات تنفيذه قبل
أيام، من خلال الترويج لأنباء كاذبة حول اعتداءات تعرضت لها قوات الأمن،
المركز الصحي بحي زيد الموشكي، واتضح عدم مصداقية تكل الأنباء.
من
جانبه اعتبر الشيخ المخلافي في تصريحه لـ«مأرب برس» استهداف منزله جزءا من
مخطط الاستهداف الذي يقوم به بقايا نظام صالح على محافظة تعز، وقال بأن
ذلك بمثابة ضريبة على أبناء تعز، بسبب وقوفهم مع الثورة السلمية، التي
استمرت طيلة خمسة أشهر ماضية، وهي تقدم الشهداء والجرحى بسلميتها المعهودة،
إلى أن تم ارتكاب جريمة محرقة ساحة الحرية، التي سقط فيها عشرات الشهداء
ومئات الجرحى، بالإضافة إلى التمادي في هتك الأعراض، كما حدث في الاعتداءات
الجبانة على المتظاهرات في جولة وادي القاضي، وهو ما استدعى من كل الشرفاء
وأحرار تعز أن يهبوا للدفاع عن أعراضهم، حد قوله.
وشدد
المخلافي على أن أبناء القبائل يدافعون عن أعراضهم وأنفسهم وعن سلمية
الثورة، وتحدى نظام صالح أن يثبت بأن أبناء القبائل اعتدوا على أي مواطن،
بما في ذلك أفراد ووحدات الحرس الجمهوري، مشيرا إلى أن قوات صالح هم من
اعتدوا على المواطنين، وأجبروا أبناء تعز على الدفاع عن أنفسهم وإخوانهم.
وجدد
المخلافي تمسكه بالتهدئة، وجنوحه للسلم، وقال: ما زلنا نجنح للسلم ونميل
إلى السلمية، وهذا ليس من منطق الضعف، وإنما من منطق أننا لسنا دعاة فتنه،
وهواة اعتداءات وفوضى، مشيرا إلى أن الأيام قد أثبتت أن دعاة الفتنة
والفوضى والتخريب هم الطرف الآخر، الذي لم يحترم قداسة الشهر الكريم.
وأدان
المخلافي بشدة ما تعرض له أولاد الدبعي، بالقرب من مطار عدن، من قبل قوات
نظام صالح، من استهداف وقتل بدم بارد، وأعلن تضامنه معهم، ودعا كل شرفاء
وأحرار اليمن إلى سرعة الوقوف إلى جانب الثورة السلمية، وإيقاف نزيف الدم
الذي يسيل يوميا على يد قوات بقايا نظام صالح.
على
صعيد متصل جرح عصر اليوم الأحد، مدني في شارع جمال، إثر ما قيل بأنه تجدد
للاشتباكات بين مسلحين قبليين، وقوات الأمن، غير أن شهود عيان أكدوا بأنها
لم تكن اشتباكات وإنما كان مجرد إطلاق عشوائي للنار من قبل مجهولين، ما أدى
إلى إصابة محمد قاسم محمد، وهو على دراجته النارية.
وعلى
ذات الصعيد علم «مأرب برس» من مصادر خاصة، بأن اجتماعا عقد بين محافظ
المحافظة، والعميد الركن صادق علي سرحان في منطقة شرعب، وتم الاتفاق على
عدد من البنود أبرزها أن يتم سحب كل وحدات الحرس الجمهوري المتمركزة في
مستشفى الثورة، وفي جولة زيد الموشكي، وفي شارع الستين، وأن يتم استبدالهم
بأمن عام، وأن لا يكونوا من الحرس الجمهوري الذين يرتدون زي الأمن العام أو
المركزي، وأن يتم اعتراض المعتصمين في ساحة الحرية، المسيرات السلمية، بأي
شكل من الأشكال، وأن ترفع جميع المظاهر المسلحة من شوارع المدينة، وعدم
اعتراض قوات الأمن العام في عملها، وأن يحق لمسلحي القبائل الدفاع عن
أنفسهم إذا أخل الطرف الآخر بأي من بنود هذا الاتفاق.
على
صعيد آخر أقيمت الليلة في ساحة الحرية، فعالية تكريم لأكثر من 200 جريح من
جرحى الثورة برعاية حركة مناضلات ثورة اليمن، بالتنسيق مع المستشفى
الميداني بالساحة.