نقلت
يومية أخبار اليوم، عن مصادر دبلوماسية يمنية، بأن المستشار السياسي
للرئيس علي عبد الله صالح، عبد الكريم الإرياني، قطع إجازته بصورة مفاجئة
وتوجه إلى العاصمة السعودية الرياض خلال الساعات الـ(48) الماضية وذلك
بناءً على استدعاء تلقاه الدكتور من الرئيس صالح.
وأكدت
المصادر بأن حضور الإرياني إلى الرياض وقطع إجازته التي كان يقضيها مع
أسرته في إحدى دول الاتحاد الأوروبي بأنها لها علاقة مباشرة بتفعيل
المبادرة الخليجية، والدخول في عملية انتقال السلطة، مشيرة إلى أن الإرياني
تلقى مكالمة من أمين عام مجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني ناقش
معه أهمية تحريك المبادرة الخليجية والبدء الفوري في تنفيذها والتي ما زالت
تنتظر توقيع الرئيس عليها.
وتوقعت
ذات المصادر أن يغادر اليوم الاثنين أو غداً الثلاثاء، وزير الخارجية، أبو
بكر القربي صنعاء إلى العاصمة السعودية الرياض للحاق بالإرياني بعد أن قطع
زيارته التي كانت محددة للولايات المتحدة الأميركية بصورة مفاجئة والتي
كانت من المقرر أن يقوم بها بعد زيارته التي قام بها للعاصمة البريطانية
لندن، التقى خلالها بوزير الخارجية البريطاني "وليم هيج"الذي شدد من جهته
خلال مباحثاته مع القربي على أهمية وضرورة أن ينقل الرئيس السلطة فوراً إلى
نائبه بناءً على المبادرة الخليجية دون تأخير.
وتوقعت
المصادر أن يكون الموقف البريطاني المتشدد تجاه أهمية نقل السلطة بصورة
فورية في اليمن باعتباره المخرج الوحيد للأزمة الراهنة وهو ما اعتبر فشلاً
لمهمة القربي لمراجعة الحكومة البريطانية في موقفها المعلن مما تسميه
السلطة بالأزمة، وأن نتائج هذه الزيارة كانت عكسية، وهو ما أشارت إليه
المصادر الدبلوماسية بأن ثمة مخاوف انتابت الحكومة اليمنية بأن تكون نتائج
زيارة القربي إلى واشنطن مماثلة لزيارته للعاصمة البريطانية لندن..
غير
أن مصادر دبلوماسية أجنبية أشارت إلى أن زيارة القربي إلى واشنطن جاءت
بناءً على طلب من الخارجية الأمريكية وليس بناءً على طلب من الجانب اليمني
وأرجعت سبب إقدام الخارجية الأميركية على إلغاء زيارته التي كانت مقررة
بأنه ناتج ورد فعل لتصريحاته الأخيرة التي بثتها رويترز ووسائل إعلام
عالمية أكد فيها بأن الرئيس لن يترك السلطة إلا عبر الانتخابات وأن أي
ضغوطات على الرئيس لترك السلطة من شأنها أن تشعل حرباً أهلية وهو ما اعتبر
موقف أصاب الجهود الإقليمية والدولية ـ التي تقوم بها دول الخليج بدعم من
واشنطن ولندن ـ قد أصابها بالإحباط خاصة وأنها جاءت بعد 24 ساعة على مكالمة
أجراها أمين عام مجلس التعاون الخليجي مع قيادات في أحزاب اللقاء المشترك
أكد لهم فيها أن المجلس قد تلقى تأكيدات جدية لتنفيذ المبادرة الخليجية
والتوقيع عليها خلال أيام، غير أن تصريحات الدكتور القربي كانت معاكسة
ومحبطة للتأكيدات التي تلقاها أمين عام مجلس التعاون الخليجي من جهة، ومن
جهة ثانية دفعت بأحزاب اللقاء المشترك أن تسلك خيارات بديلة عن المبادرة
الخليجية..
وكانت
مصادر وثيقة الاطلاع قد أكدت أن السفير الأميركي ونظيره البريطاني ومندوب
أمين عام الأمم المتحدة قد حثوا أحزاب اللقاء المشترك على ضرورة اتخاذ
خطوات سياسية مهمة لإيجاد مؤسسات تحظى بتأييد شعبي واسع لاستلام السلطة،
وإن هذه المؤسسات ستتلقى دعم دول إقليمية ودولية، مشترطين عدم إقصاء الحزب
الحاكم من شراكته الوطنية في هذه المؤسسات التي ستنتقل السلطة إليها،
بعيداً عن المبادرة الخليجية.
وكانت تلك المصادر قد أكدت أن السفير الأمريكي قد أشعر جميع الأطراف
السياسية بأن موقف واشنطن من الأوضاع في اليمن سيكون متقدماً عن موقفه
الحالي وأن واشنطن باتت تشعر بقلق متصاعد من الأوضاع الأمنية والاقتصادية
والاجتماعية والسياسية.
من
جانب آخر توقع مصدر مسؤول في الحزب الحاكم أن زيارة الدكتور الإرياني
للرياض بصورة مفاجئة بأن نتاجها المتوقع هو الإعلان عن توقيع الرئيس
للمبادرة الخليجية والشروع في عملية نقل السلطة إلى نائب الرئيس..
مشيراً
إلى أن إعلان الرئيس عن تمسكه بالمبادرة الخليجية في خطابه الذي أُلقي يوم
أمس بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك يمكن قراءته بأنه مقدمة للإعلان عن
قبول الرئيس بالتوقيع على المبادرة الخليجية واعتبر المسئول أن أي تعثر
للجهود الأخيرة التي يبذلها الدكتور الإرياني فإن ذلك يعني وفاة المبادرة
السياسية للخروج من الأزمة الراهنة وبأن الأزمة والأحداث وثورة الشباب
سيحدد مسارها المتغيرات على أرض الواقع وفي مختلف الأصعدة، متوقعاً أن يكون
شهر رمضان حافلاً بالأحداث الكبيرة والمفاجئة للجميع.