أكد الدكتور فتحي العزب- رئيس الدائرة الإعلامية
بالتجمع اليمني للإصلاح أن الأداء السياسي الذي تمثله المشترك وشركاؤه، والفعل الثوري
الذي ينجزه الشباب في ساحات التغيير وميادين الحرية وجهان لعملة واحدة، مؤكدا بان الثورة
لها وجه سياسي وهو الذي يصنعها.
واعتبر العزب ان أي دعوة تحاول أن تسقط
الفعل السياسي للثورة من اجل أن تعلي الفعل الثوري فهي دعوة خاطئة، لأنهما خطان متوازيان
يجب أن يبقوا معاً إلى النهاية المطلوبة في تحقيق أهداف الثورة الشعبية وبناء الدولة
الجديدة.
جاء ذلك خلال ندوة أقيمت في منصة ساحة التغيير
بصنعاء بعنوان "سلمية الثورة ومسارات التصعيد" مساء أمس الثلاثاء والتي أدارها
الصحفي عبدالخالق عمران .
وبحسب رئيس دائرة الإعلام والثقافة في التجمع
اليمني للإصلاح فإن التصعيد أمر لابد منه وان الثورة لها مسارات كثيرة في المرحلة القادمة،
وأن الشعب من سيحدد السير إلى النهاية"، موضحا بأن مسارات التصعيد تسير باتجاهين:
الأول التصعيد الشعبي ويتمثل في استمرار المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات والخروج إلى
الشوارع والتوجه إلى المؤسسات الحكومية للتعبير عن مطالب الشعب في إسقاط هذا النظام،
والثاني التصعيد السياسي ويتمثل بالحركة السياسية في كل من له نفوذ داخل هذا الوطن.
ولفت العزب الى أن التصعيد السياسي بات
اليوم ضروريا وينبغي أن يكون احد المسارات لعملية الحسم وتحقيق الثورة اليمنية، منوهاً
إلى أن الحسم السياسي قد يتأخر ليتقدم الحسم الشعبي والثوري أو يسيران بخط متوازي لتحقيق
أهداف الثورة.
وواصل العزب حديثه قائلاً:"إن الشعب
اليمني الثائر عندما أعلن بأن ثورته سلمية كان يظن أنها خلال أيام قلائل ستستطيع أن
تحقق أهدافها خلال ثلاث وعشرون يومكما حدث في تونس، وثمانية عشر يوما في مصر غير أن
تركيبة الجيش الذي أنشاه صالح وأوكل مهمة قيادته لأخيه ثم لنجله ثم لبقية أفراد عائلته
حالت دون ذلك بل وفوجئ الجميع بهذا الجيش يشهر في وجه الشعب سلاحا مدفوع ثمنه من جيوب
بنائه".
وأشار العزب إلى أن الناس سيبحثون عن خيار
آخر إذا استمر النظام يستخدم السلاح ضد أبناء الشعب ويستخدم العقاب الجماعي مؤكداً
بأن الثورة قد تكون سلمية إلى نهايتها، وقد تصبح عسكرية كما حدث في ليبيا، ويمكن أن
تمتزج بسلمية مع حربية إلى أن تصل الثورة إلى نهايتها المنشودة.
ونوه إلى أن الدول الأوروبية لم تحصل على
حريتها وديمقراطيتها التي تعيشها إلى اليوم إلا بثورات لم يكن لها طابع سلمي على الإطلاق
ومع ذلك استطاعت أن تخرج إلى نتائج صحيحة، متمنيا من كل مؤسسات العالم أن تقف إلى جانب
الشعب اليمني وتمكنه من التغلب على ما تبقى من هذه السلطة الفاسدة.
من جانبه قال عبده غالب- رئيس الدائرة السياسية
بالتنظيم الوحدوي الناصري " ان حفاظنا على سلمية الثورة لا يعني بان نفتح صدورنا
للبلاطجة وتجار الحروب لكن السلمية تعني بالا نعتدي على احد".
وأوضح أن الحفاظ على الخيار السلمي للثورة يكمن في
بقاء الشباب داخل الساحات كونها مدارس ومعالم للمستقبل وأن القبيلة التي كانت تدرك
قوتها في سلاحها باتت اليوم وخاصة بعد نزولها إلى الساحات صارت تدرك أن قوتها في ذاتها.
المجلس الوطني لقيادة العمل النضالي:
وعن مسارات التصعيد للحسم الثوري في المرحلة
القادمة أوضح القيادي الناصري بان المشترك يعمل على تشكيل جمعية وطنية ستفرز من خلالها
مجلس وطني يقود العمل النضالي السلمي وستتشكل من كافة شباب الساحات وكافة الفئات الاجتماعية
وتجتمع فيها خبرة السياسيين وقوة الشباب.
وأفاد بأن المشترك أوقف الحوارات عندما
خرج الشباب إلى الساحات واسقطوا بذلك الشرعية الدستورية، لكن عندما جاءت المبادرة الخليجية
لتلبي مطالب الشباب –حسب قوله- حاول المشترك أن يسير في هذا الإطار لما من شأنه خدمة
وتحقيق أهدف الثورة كاملة.
وأضاف:"التحرك السياسي لم يكن مخالفا
للفعل الثوري بل جاء مكملا له، فنجاح أي ثورة يتطلب فعلين، فعل سياسي وفعل ثوري، وهما
مكملان وليسا متضادان".
واعتبر عبده غالب بان الثورة إذا تحولت
إلى مسار العنف فإنها ستفتح المجال لتجار الحروب ولفوهات المدفعية وللجرائم أن تنتشر،
مؤكداً بأن المعنى الحقيقي للسلمية هو أن لا يعتدي شباب الثورة وأنصارهم ومؤيديهم على
أحد وهذا ما حصل، غير أن النظام –حد قوله- يريد من شباب الثورة أن يفتحوا صدورهم للبلاطجة
وتجار الحروب حتى يستمرون في قتلهم بدم بارد.
وأشار غالب إلى أن ما يقوم به أبناء أرحب
ونهم هو رد فعل حقيقي لعدوان غاشم بدأه النظام ضد سكان تلك المناطق حينما حاولوا بطرق
سلمية منع دخول معسكرات الحرس إلى صنعاء لقتل إخوانهم المعتصمين في الساحات، منوهاً
إلى أن القبائل الذين يقاتلون الحرس العائلي في أرحب ونهم وتعز إنما يدافعون عن الثورة
وكرامة اليمنيين وقيمهم وعدالة قضيتهم.
واختتم حديثه بالقول:"أما ما حدث في
زنجبار أبين هو عبارة عن مسرحية هزلية حاولت من خلالها السلطة تسليم مجاميع مسلحة تقول
أنهم من القاعدة أسلحة بل وسلمتهم معسكرات بكاملها من أجل أن تستخدمهم شماعة لبقائها
وتخويف الداخل والخارج بهم حفاظاً على بقائها في الحكم لكن القبائل المناصرة للثورة
أفشلت هذا المخطط وعرت بقايا النظام وفضحتهم حينما خرجت لمواجهة هؤلاء الشرذمة وحققت
العديد من الانتصارات التي أبهرت العالم بأسره".