قال
الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد إن «ما يحدث اليوم في أبين هو
من صنع هذا النظام، ونحن ندينه بقوة», مشيرًا إلى أن أبين وغيرها من
المحافظات لا يمكن أن تكون مكانًا للإرهاب «بعد سقوط النظام».
وأبان
أن «هناك محاولات من قبل النظام والعناصر المتطرفة لترويع السكان في عدن
كما فعلوا في زنجبار»، مضيفًا «عليهم أن يعرفوا أن عدن خط أحمر وهي عصية
على الطغاة والغزاة عبر التاريخ».
ناصر
الذي تولى رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ما بين 1980 – 1986,
كان يتحدث في كلمة وجهها, الاثنين, إلى ساحة الشهداء بمديرية المنصورة,
عدن, وأكد فيها «أن المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات وكل أشكال النضال هي
استلهام للدور التاريخي الوطني لمدينة عدن الباسلة».
وقال
إن مدينة عدن «كانت دائماً مهداً للنضال في الشمال والجنوب، وقلعة للصمود
والثورة، ونبراساً للعلم ولحركة التنوير، ومهداً لنشوء النقابات والأحزاب
والجمعيات الأهلية، والمجتمع المدني، ورائدة للمدنية والحداثة ليس على
مستوى اليمن فحسب بل للمنطقة بأسرها، كما كانت المجسدة للوحدة الوطنية
الحقيقية, ولا تزال, وستظل كذلك إلى الأبد».
وشهدت ساحة الشهداء في مدينة المنصورة سقوط أول شهيد في الثورة السلمية اليمنية في الـ16 من فبراير.
ويتزعم
ناصر قيادة مكونات الحراك الجنوبي الداعي إلى إقامة وحدة فيدرالية من
إقليمين, بين الجنوب والشمال في اليمن, وأعلن دعمه وتأييده للثورة السلمية
التي اندلعت في فبراير الماضي لإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.
وأضاف
«ثورة شباب التغيير والشعب السلمية هي امتدادٌ للحراك السلمي الشعبي
الجنوبي، ومكملة له، وكان الحراك السلمي الشعبي الجنوبي السباق في النضال
السلمي، وما يجري اليوم من ثورة في ساحات التغيير في صنعاء وتعز وبقية
المحافظات الأخرى في اليمن كله هو استلهام لذلك النضال».
وطالب
القيادي الجنوبي المنفي في "سوريا", والمقيم حاليًا في "مِصْر" بإطلاق
سراح معتقلي الحراك السلمي الجنوبي «وفي مقدمتهم المناضل حسن أحمد باعوم».
ودعا
الشباب إلى الاستمرار في ثورتهم العظيمة، والتمسك بطابعها السلمي حتى
تحقيق النصر وسقوط ما تبقى من أركان النظام الفردي الاستبدادي وكل رموز
الفساد، حسب تعبيره.
نص الكلمة
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأبنائي الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بداية
يسعدني أن أهنئكم بحلول شهر رمضان الكريم، أعاده الله علينا وعليكم وعلى
شعبنا وامتنا العربية والإسلامية باليمن والخير والبركات، وان يجعل الله
سبحانه وتعالى فيه النصر لثورة شباب التغيير السلمية في بلادنا والحراك
السلمي الجنوبي.
وفي
الوقت نفسه أحيي صمودكم وبسالتكم النادرة ومرابطتكم في ميادين الحرية
والتغيير بالرغم من كل ما تواجهونه من ظروف قاسية، ومن بطش النظام
وبقاياه.. وأترحم وإياكم على أرواح الشهداء، أسكنهم الله فسيح جناته والهم
أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ومَن الله على الجرحى بالشفاء العاجل وفك
الأسرى والمعتقلين من سجون النظام المستبد.
يا
شباب ثورة التغيير والشعب السلمية في كل الساحات أنكم تسطرون اليوم
تاريخاً جديداً للوطن بعد عقود من الظلم والاستبداد الذي اغتال أحلام وآمال
شعبنا في الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة.
بهذه
المناسبة يطيب لي أن أنوه بأنكم بثورتكم السلمية وصمودكم البطولي تجسدون
الإرادة الشعبية الحقيقية وتُحيُون التقاليد الوطنية العريقة التي بها
انتصر شعبنا على الظلم والطغيان الإمامي في الشمال والاستعمار البريطاني في
الجنوب.
في
هذه اللحظات الحاسمة أود التأكيد بأن المظاهرات والاعتصامات والاحتجاجات
وكل أشكال النضال التي تقومون بها منذ عدة أشهر سواء في كريتر أو المنصورة
أو المعلا وفي غيرها من مدن ومناطق البلاد، هي استلهام للدور التاريخي
الوطني لمدينة عدن الباسلة، ذلك الدور المشهور والمشهود في العالم كله، فقد
كانت عدن الجميلة دائماً مهداً للنضال في الشمال والجنوب، وقلعة للصمود
والثورة، ونبراساً للعلم ولحركة التنوير، ومهداً لنشوء النقابات والأحزاب
والجمعيات الأهلية، والمجتمع المدني، ورائدة للمدنية والحداثة ليس على
مستوى اليمن فحسب بل للمنطقة بأسرها، كما كانت المجسدة للوحدة الوطنية
الحقيقية, ولا تزال, وستظل كذلك إلى الأبد. هذه هي عدن التاريخ والحضارة
التي انطلقت منها ومن جمعية أبناء ردفان دعوة التصالح والتسامح بين أبناء
الجنوب منذ عام 1967م وحتى اليوم وهذا النهج لا يمكن إن نحيد عنه.
إن
ثورة شباب التغيير والشعب السلمية هي امتدادٌ للحراك السلمي الشعبي
الجنوبي، ومكملة له، وكان الحراك السلمي الشعبي الجنوبي السباق في النضال
السلمي، وما يجري اليوم من ثورة في ساحات التغيير في صنعاء وتعز وبقية
المحافظات الأخرى في اليمن كله هو استلهام لذلك النضال وإننا نحيي أرواح
شهداء الحراك السلمي الجنوبي، ونطالب بإطلاق سراح معتقليه وفي مقدمتهم
المناضل حسن أحمد باعوم، كما نتمنى الشفاء العاجل لجرحاه إنني إذ أدعوكم
إلى مواصلة الاستمرار في ثورتكم العظيمة، والتمسك بطابعها السلمي حتى تحقيق
النصر وسقوط ما تبقى من أركان النظام الفردي الاستبدادي وكل رموز الفساد،
أؤكد في الوقت نفسه بأن هذه الثورة التي تقومون بها، ويقف معها الشعب تأتي
في وقت شاءت الظروف أن تَحْدثَ فيه ثورات شعبية وتغيرات جذرية في أكثر من
قطر عربي، وسقطت فيه نظم استبدادية فاسدة مثلما حدث في مصر وتونس، وأخذت
فيه الشعوب العربية تستعيد دورها التاريخي في تحقيق مصيرها وامتلاك إرادتها
الحرة، إن أعظم ما ينتظره شعبنا من هذه الثورة الجديدة، ليس فقط إسقاط هذا
النظام الفاسد، بل تحقيق كل الأهداف السياسية والاقتصادية والاجتماعية
لثورتي سبتمبر وأكتوبر، التي أهدرها وصادرها ذلك النظام الفاسد طوال العقود
الثلاثة الأخيرة بسياساته واستبداده وبإهداره للقيم الأخلاقية ولحقوق
الإنسان، في سبيل مصالحه الذاتية وبرعايته للإرهاب، وإن ما يحدث اليوم في
أبين هو من صنع هذا النظام، ونحن ندينه بقوة، فلا يمكن أن يكون هناك مكان
للإرهاب في أبين أو في غيرها من المحافظات بعد سقوط النظام، ونحيي صمود
أهلنا في محافظة أبين الباسلة. وهناك محاولات من قبل النظام والعناصر
المتطرفة لترويع السكان في عدن كما فعلوا في زنجبار، وعليهم أن يعرفوا أن
عدن خط احمر وهي عصية على الطغاة والغزاة عبر التاريخ.
يا شباب ثورة التغيير والشعب السلمية
إن
ثورة عظيمة مثل ثورتكم، تعبر عن إرادة الشعب في التغيير، وعن التراث
التاريخي النضالي لشعبنا، وتحمل من الأهداف النبيلة ما تحمل من حرية
وديمقراطية وعدالة اجتماعية، ومن السعي لبناء مجتمع جديد، وقدمت من الشهداء
والتضحيات الكثير لجديرةٌ بالانتصار على نظام الاستبداد والفساد.
النصر لثورة شباب التغيير والشعب السلمية
النصر للحراك السلمي الشعبي الجنوبي حتى تحقيق أهدافه
المجد والخلود لشهداء الثورة والحراك السلمي الشعبي الجنوبي
رمضان كريم مرة أخرى
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته