عن مأرب برس د / بلال حميد
تخوض اليمن هذه الأيام
أصعب مرحلة في تاريخها المعاصر, ويلعب في هذه المرحلة ثلاثة أطراف رئيسية:
وهي الحزب الحاكم بقيادة الأسرة الحاكمة والمعارضة بقيادة اللقاء المشترك
وشباب الثورة.
ولا يقدر على الحسم بعد الله تعالى غيرهم فالمرحلة المقبلة هي مرحلة الحسم النهائي, فالمراقب للثورة الحالية
يجد أن الطرف الأول:
الحزب الحاكم بقيادة
الأسرة يجيد اللعب بالأوراق ويحمل في طياته شعارا سيئاً يسير عليه منذ تولى
علي صالح السلطة هو(الغاية تبرر الوسيلة) فمن أجل البقاء في السلطة يستخدم
الحاكم كل الوسائل الممكنة للبقاء دون أي رادع من الشعب او المجتمع الدولي
غير عابئ بأي تبعات دينية أو قبيلة , ويهدف فقط البقاء في السلطة يرقص على
رؤوس الثعابين, ما إن يَعضُّه هذا حتى يجتازه إلى الآخر, فنجده يدعم
القاعده ليفزع بها العالم ويدعم الحوثي لقتال الثوار في الجوف وهو يدعي
معاداته, ويدعم البلاطجة بشكل جنوني للسلب والنهب, بقاءه في السلطة هدف لا
يمكن التنازل عنه مهما كلفه الثمن فنجده الآن يعاقب شعبه بمالم تتجرأ
إسرائيل على معاقبة الشعب الفلسطيني يمنع الغاز والديزل والبترول, يقتل
ويصيب يرعب ويخيف أشبه ما يكون بالوحش المنتقم, وهو يستخدم هذا الأسلوب
لأنه يراهن على صبر وحكمة المعارضة وعقلها المفرط.
أما المعارضة :
وعلى رأسها اللقاء المشترك
فقد بذلوا كل ما بوسعهم لإسقاط النظام حتى نفدت عليهم الحيل, وقد استخدموا
البقاء في الشارع فترة كبيرة ظنا منهم أنهم أمام نظام يحترم نفسه ويحترم
بلده ويخاف على مستقبله ومستقبل أبنائه, فخاب ظنهم!! ولم يبق لهم للحسم إلا
أحد خيارين فقط: الحسم العسكري أو التسوية السياسية, فهم ليسوا كالحزب
الحاكم له أجندة خاصة في كل مكان يضرب هذا بذاك, فلا يملك المشترك عصابات
في باب المندب تخيف بها قوافل العالم وتضغط عليهم لقبول الثورة أو الخيار
الثاني, وليس لهم علاقة بتنظيم القاعده يوقفوهم حتى تنتهي الثورة, وليس لهم
عصابات في حدود السعودية تناوش للابتزاز السياسي لأن هذه من أعمال الحاكم
وينفرد بها وحده.
أما الحسم العسكري فهو
خيار صعب جداً أمام المعارضة المتعذرة بالحكمة والعقلانية في التعامل,
ولعدم تكافؤ القوى بين المنضمين للثورة والمعارضين لها, أضف إلى ذلك
التضحيات الجسيمة المترتبة عليها, فالمعارضة لا ترى ذلك, والمثل اليمني
يقول ( جنان يخارجك ولا عقل يحنبك) فعقل المعارضة حيرها.
وما يخشاه شباب الثورة بعد
العناء الطويل والدماء التي سالت والتضحيات الجسيمة أن توافق المعارضة في
نهاية المطاف نظرا لتوتر الأوضاع وتدهور البلاد وانهيار الاقتصاد وخوفاً من
دخول البلاد منحدر ألَّا دولة, لا أمن ولا حياة!! على تسوية سياسية لحل
للأزمة ترتكب أقل الضررين قد تفضي التسوية إلى بقاء صالح ولو فخرياً وإبقاء
جزء من الأجهزة الأمنية كالحرس الجمهوري بيد أسرته ومُحايَدَة الجزء
الثاني منها كالأمن, فيما تتسلم المعارضة الحكومة والوزارات إلى أجل, حتى
تستقر الأوضاع وقد تكون أكثر من عام ثم تجرى انتخابات.
ويبقى الطرف الثالث في الوسط الشباب
الشباب المنتمين للأحزاب
وهم الأغلب إن تم الاتفاق فسيتبعون أحزابهم في نهاية المطاف, وستفكر
المعارضة بحوار البقية لإقناعهم فإن لم يقتنعوا فسيبقوا فترة في الساحات
وسيقل العدد يوماٍ بعد يوم حتى ينتهوا.
فشباب الثورة أكثر ما
يخشونه هو التسوية السياسية التي تسعى لها دول الخليج والأمريكان
والأوروبيين ويبذلون لها كل ما أوتوا من قوة, وهي التي ستقصم ظهر البعير,
والتي إن حدثت فسيكون لها ردة فعل من قبل الشباب ومن قبل الأحزاب نفسها!!
وستحدث انشقاقات واتهامات متبادلة بالفشل وسيتفرغ الداخل للداخل لصب جامَّ
غضبه.
لذلك على الشباب أن
يسارعوا للتفكير بالحلول السريعة والتصعيد المستمر اليومي قبل أي تسوية
قادمة حتى لا يقعوا في إحراج مع المعارضة, وعليهم ترك الاتهامات للقاء
المشترك بالخيانة والتواطؤ فهم ليس لديهم حيلة إلا استخدموها وقد أعطوا
الشباب الضوء الأخضر للحسم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق