يبدو
من الوهلة الأولى عند المرور من شوارع صنعاء أن العاصمة اليمنية شبه مغلقة
بسبب منع التجوال أمنيا، لكن هذا المنع ليس أمنيا في الحقيقة، إنما بسبب
اكتظاظ الطرقات بأكوام من النفايات، ما يهدد بكارثة بيئية.
وأوضح
عدد من المواطنين في صنعاء، أن كارثة بيئية تهدد العاصمة صنعاء، بسبب
بقايا النفايات وازديادها في الحواري السكنية والشوارع العامة، حتى أصبحت
شبه هضاب نتيجة عدم رفعها من قبل عمال النظافة، الذين أكدوا أن انعدام وقود
السيارات "الديزل" أوقف أسطول سيارات نقل القمامة وحملها إلى أماكن حرقها
وتدويرها، مقارنة بما قبل ستة أشهر من الأزمة السياسية اليمنية التي تسببت
في تعطل الحياة في اليمن.
وقال
الدكتور عبد الحفيظ الصلوي اختصاصي أمراض الكبد، إن تكدس النفايات في
صنعاء سيسهم مع حرارة الصيف وتساقط الأمطار إلى خطورة الأمر مع تكاثر
الذباب والبعوض وعديد من الحشرات الناقلة للميكروبات التي تصيب الإنسان
بالعديد من الأمراض، وخصوصاً الأطفال الأكثر عرضة للإسهال والحمى بسبب
وجودهم للعب في شوارع الأحياء.
وأبان
أن النفايات كونت بقايا وأطعمة وأكياس بلاستيكية وبقايا لحوم ودماء
وحفاظات الأطفال، وهو ما يسبب نمو أنواع خطيرة من الميكروبات المسببة للحمى
"التيفوئيد" والالتهابات البكتيرية الحادة التي تصيب العينين بالتهابات
وبكتيريا "كوكسي"، التي تصيب الجهاز التنفسي بالتهابات أيضاً". وعن دور
أمانه صنعاء، قال لـ "الاقتصادية" عبد الوهاب صبرة وكيل قطاع النظافة في
أمانة العاصمة صنعاء، إن نائب الرئيس وجه بسرعة توفير مادة الديزل المخصصة
لقطاع النظافة بصورة دائمة دون انقطاع، وتكثيف الحملة قبل قدوم الشهر
الكريم. وأضاف أنه تم حث جميع العاملين في قطاع النظافة بالعمل الجاد في
رفع هذه المخلفات بأسرع وقت ممكن حفاظا على الصحة العامة والبيئة، كما تم
تغيير عدد من مشرفي العاملين في بعض المناطق الذين لم يتجاوبوا مع
التعليمات الجديدة.
وقال
عباس الشلفي نائب المدير العام لعمليات مكتب النظافة في أمانة العاصمة
صنعاء، إن انعدام مادة الديزل أدى إلى ركود عمل عمال النظافة في المكتب،
وأدى إلى عدم قدرتنا على تحريك عربات النقل المباشر لجمع القمامة من
الشوارع والأحياء.
وكشف
أن عربات النقل تستهلك 55 برميل ديزل يومياً من أجل تشغيل العربات وتنظيف
الشوارع من القمامة والمخلفات التي تصل كمياتها يوميا قرابة 1300 طن يوميا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق