اندلعت فجر يوم امس الثلاثاء بمدينة تعز (جنوب
اليمن) اشتباكات عنيفة بين قوات الحرس الجمهوري التي يقودها أحمد نجل
الرئيس صالح و حماة الثوار سقط فيها نحو 26 من قوات الحرس بين قتيل وجريح
كما تم احراق طقمين عسكريين والاستيلاء على طقمين آخرين ، فيما لم تعرف
حصيلة الضحايا في صفوف حماة الثوار
واكدت مصادر مطلعة لـ " التغيير " بان
الاشتباكات التي اندلعت في منطقة الحوبان بدأت بهجوم للحرس الجمهوري على
مجموعة من حماة الثوار كانوا يقومون بحراسة بعض الاحياء السكنية ، وقد رد
حماة الثوار على الهجوم لتتوسع بعد ذلك دائرة الاشتباكات وتمتد من جولة
السوفيتل وحتى جولة القصر (القريبة من معسكر الامن المركزي والقصر
الجمهوري).
من جهة أخرى ، وفي موكب جنائزي مهيب شيع العميد
صادق سرحان (قائد الدفاع الجوي في الفرقة الاولى مدرع) بمدينة تعز اليمنية
جثمان عبد الرحمن مع عدد من قتلى حي المسبح منهم (عبدالفتاح حميد المخلافي
نجل سكرتير الدائرة رقم 36 مخلاف) الذين سقطوا في القصف الذي شنته قوات
الحرس الجمهوري على حي المسبح يوم الجمعة الماضية وراح ضحيته مالايقل عن 8
قتلى و 30 جريحا بينهم 12 طفلا. وفقا لمصادر حقوقية
وقد حضر مراسيم الدفن عدد كبير من المواطنين من
مختلف الفئات والشرائح والانتماءات الحزبية من كافة مديريات تعز.. وسط
انتشار ما لا يقل عن 60 طقما عسكريا على متن كل طقم ما لا يقل عن 10 مسلحين
..
وأبدى جميع المشيعين استعدادهم للفداء والتضحية من اجل الثورة .
إلى ذلك علم " التغيير " من مصادر خاصة بان لجنة
الوساطه المرسلة إلى تعز من قبل عبد ربه منصور هادي القائم بإعمال رئيس
الجمهورية والتي ضمت بين أعضائها اللواء محمد القاسمي (رئيس اركان سابق)
وعبد القادر هلال (وزير دوله) باءت بالفشل .. فاللجنة حاولت ان تسعى الى
التهدئه بين طرفي النزاع في تعز (القوات الموالية لصالح وحماة الشعب) وكانت
قد اقترحت نقل عبدالله قيران الى محافظة إب علي العمري وتعيين بديلاً عنه ،
الا ان جميع الاطراف التي اجتمعت بها لجنة الوساطه أجمعت بانه لعودة تعز
هادئة مستقره ضرورة إقالة عبدالله قيران (مدير أمن المحافظه) و مراد
العوبلي (قائد الحرس الجمهوري) ورفع كافة المظاهر المسلحة في الشوارع
والمستشفيات التي تم تحويلها الى ثكنات عسكريه قبل المناقشة حول أي تهدئه
..
وكانت لجنة الوساطه قد اجتمعت مع العميد صادق
سرحان والشيخ حمود سرحان لمحاولة الوصول الى تهدئه واتفاق بعد مجزرة حي
المسبح التي راح بين ضحاياها نجل العميد صادق (عبدالرحمن البالغ من العمر
25 سنه) الا ان العميد سرحان و شقيقه أكدا بان دماء جميع "الشهداء" لن يذهب
هدرا .. وافاد مصدر مقرب من العميد صادق بانه رد على اللجنة بقوله " أنا
عارف دم إبني فين وعارف كيف أدور عليه".
الجدير بالذكر ان العميد صادق سرحان يحظى بشعبية
جيده في مدينة تعز خاصة في مديرية شرعب (مسقط رأسه) وحضوره بالموكب
الجنائزي الذي رافقه 60 طقم عسكري ومئات المسلحين والآلاف من المشيعين هو
خير دليل بالقوة التي يتمتع بها العميد ومدى التفاف أبناء تعز حوله..
في غضون ذلك واصل ثوار تعز مسيراتهم اليومية
المطالبة بالحسم الثوري ومحاكمة "مرتكبي المجازر" ضد أبناء تعز ورفض أية
وساطة أو حوار تطلب الأمان لزاهقي الأرواح .. وفي مسيرة اليوم واستمراراً
للتصعيد الثوري ، فقد جابت المسيرة بعض شوارع وأحياء مدينة تعز اهمها حي
النسيرية (القريب من مبنى الأمن السياسي) فاحياء مثل النسيرية والمدينة
القديمة (حارة الميدان والظاهريه) وسوق الصميل ومدرسة الشعب وحوض الأشراف
(القريب من مبنى المحافظة) ومستشفى الثوره (حيث الثكنة العسكرية للحرس
الجمهوري) له معنى كبير لدى هؤلاء الثوار ودليل على بزوغ نجم الثورة من
وجهة نظرهم فمثل تلك الأحياء لم يكونوا ليقتربوا منها فمجرد محاولة
الاقتراب منها يسقط العشرات من القتلى والجرحى.
و بحسب مراقبين فلم تعد مسيرات ثوار تعز
احتجاجات وغضب وإنما إثبات للسيطرة على المدينة التي أصبحوا يجوبون كافة
شوارعها دون ان تُطلق عليهم رصاصة واحده أو يُعتدى عليهم من قبل القوات
الامنية والحرس الجمهوري بعد إعلان مسلحين حمايتهم .
كما انطلقت من ساحة الحريه مساء اليوم مسيره
ليليه لثوار وثائرات تعز جابت شارع جمال ثم قفلت عائدة الى الساحه حمل بعض
المتظاهرين الشموع اما البعض الاخر فاشعل الورق المقوى بدلاً عن الشموع..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق