(سعداء بزيارتكم)

14 أغسطس 2011

تعز: هدوء حذر، وتحركات لبدء تنفيذ اتفاق التهدئة وانضمام العشرات من الحرس الجمهوري

عن مأرب برس

شهدت مدينة تعز، منذ يوم أمس، هدوءا نسبيا مشوبا بالحذر والترقب، في ظل إصرار السلطات في المحافظة، والقبائل الموالية للثورة، على مواقفهما، وتعنت مدير أمن تعز، وقائد الحرس الجمهوري، في تلبية مطالب الثوار والقبائل الموالية للثورة باستقالتهما.

واتهمت مصادر محلية مدير الأمن وقائد الحرس الجمهوري بالعدائية نحو أبناء تعز، وعدم رغبتهما في إحلال الهدوء والسكينة في المدينة، وقالت بأن بعض أعضاء لجنة مبادرة التهدئة وممثلو القبائل رفضوا التعامل أو الجلوس معهما، أو أن يكون لهما أي شأن في صفقة التهدئة، مطالبين بالتعامل مع المحافظ فقط بصفته رئيسا للجنة الأمنية في المحافظة.

وذكرت ذات المصادر بأن اجتماعا عقد اليوم في مبنى المحافظة بين السلطة المحلية وأعضاء لجنة المبادرة لمناقشة بدء تنفيذ اتفاق التهدئة، ابتداء من الساعة العاشرة مساء وحتى الساعة الثالثة فجرا، وانسحاب الوحدات العسكرية المرابطة في مستشفى الثورة، والمعهد العالي للعلوم الصحية، ومدرسة الشعب، ومكتب التربية والتعليم، وسنترال زيد الموشكي.

وفي ذات الصدد ذكرت مصادر أخرى بأن قوات الأمن والحرس الجمهوري تقوم باستحداث المزيد من المتاريس في شارع جمال عبد الناصر وفي قبة المعصورة وجولة وادي القاضي، وقالت بأن تلك القوات قامت يوم أمس الأول بحضر التجوال من بعد الساعة الثالثة فجرا، وحتى الحادية عشرة ظهرا، ولم يتكرر الحضر بعد تلك الليلة.

وعلم «مأرب برس» من مصادر خاصة بأنه تم اليوم الإفراج عن 5 من المسلحين المحتجزين مع معداتهم لدى قوات الحرس الجمهوري، كبادرة حسن نية من قبل محافظ المحافظة، حمود الصوفي.

وكان هؤلاء المفرج عنهم وقعوا في الأسر عندما قامت قوات من اللواء 33 الذي سبق وأن أعلن تأييده للثورة باستحداث نقطة عسكرية في شارع الخمسين قبل نحو أسبوعين.

وأكد أحد مسلحي بأن عملية الإفراج عن زملائه المحتجزين، وقال بأنهم كانوا في البحث الجنائي ولم يفرج عن عتادهم مع مسلح آخر لا يزال رهن الاعتقال، حيث اشترطت السلطات الأمنية الإفراج عن أحد الجنود المحتجز لدى المسلحين مقابل الإفراج عنه وعتاد المسلحين الآخرين، وقال بأن الاستعدادات تجري من قبل مسلحي القبائل لتسليم بقية المرافق الحكومية التي هي تحت حمايتهم بعد أن تنسحب وحدات الحرس الجمهوري والقناصة من مستشفى الثورة والمعهد العالي للعلوم الصحية ومكتب اتصالات زيد الموشكي، حسب قوله، وتوقع بأن يتم تنفيذ بنود الاتفاق انسحاب مقابل الانسحاب.

في اتجاه آخر أعلن أكثر من 20 فردا من أفراد الحرس الجمهوري الليلة، بعد صلاة التراويح، أنظمامهم إلى الثورة السلمية وأدوا قسم العهد بأن يكونوا حماة للوطن وللثورة السلمية، وتعهدوا بحماية شباب الثورة وبأن يكونوا جنودا من جنود الثورة يأتمرون بأمرها ويستمعون لتوجيهاتها وأعلنوا عن دفع أخرى ستنظم في الأيام القادمة إلى شباب الثورة في ساحة الحرية، وقامت مجموعة من الثائرات بتوزيع الهدايا الرمزية للجنود المنظمين.

الملازم ثاني محمد حسين اليعبري من مركز تدريب الحرس الجمهوري بالحوبان بتعز قال لـ " مأرب برس " أن الكثير من أفراد الحرس الجمهوري مع الثورة منذ انطلاقتها الأولى وأنهم في انتظار الوقت المناسب لإعلان انضمامهم إلى الثورة وأضاف أن هناك مضايقات وضغوطات كبيرة جدا من قبل بعض مسئولي الكتائب والأولية في الحرس الجمهوري ضد الأفراد والضباط والجنود وصل إلى حد منع الخروج وتقييد الحركة ومراقبة كل الأفراد الذين يشكون في انتمائهم وولائهم للعائلة، موجها رسالة إلى كل زملائه الذين يدافعون على النظام العائلي، حسب وصفه، بأنهم أقسموا اليمين بالدفاع عن الوطن وعن سيادة الوطن فليثبتوا للعالم بأنهم أوفيا لذلك القسم وأنهم ليسوا أقل وطنية من الجيش المصري الذي وقف إلى جانب ثورة الشعب.

إلى ذلك يؤدي الآلف صلاة التراويح ليليا في ساحة الحرية وهم على أمل أن ينتهي شهر رمضان وقد سقط النظام ومن يسمونهم ببقايا النظام ويتمنون أن تكون فرحة العيد فرحتين فرحة عيد الفطر وفرحة سقوط النظام وبدء المرحلة الانتقالية بل والكثير منهم يتمنى أن يصل إلى تلك اللحظات التي يصفها الكثيرون بالتاريخية والتي ستقود إلى اليمن إلى التحول التاريخي في بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتساوى فيها الجميع حسب تعبير الكثير منهم.