(سعداء بزيارتكم)

01 أغسطس 2011

شباب الثورة بتعز: من يتفاوض مع القتلة يعد شريكًا معهم.. والتفاوض مع نظام صالح خطأ يرقى إلى درجة الخطيئة


عن مأرب برس
هكذا قالها احد الناشطين في الثورة الشبابية الشعبية «تفاوضُ ساسة وأغنياء تعز مع نظام صالح خطأ يرقى إلى درجة الخطيئة», ووصفَ تفاوض أشخاص مع اللجنة الأمنية التابعة لنظام صالح بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم.
وأضاف لـ«مأرب برس»: «بعض رجال المال والصناعة في تعز يضغطون بكل ثقلهم لفرض اتفاق تهدئة في المدينة مستخدمين بذلك بعض الساسة الجدد الذين دفعتهم مصالحهم الشخصية البحتة إلى التفاوض مع من قتلوا أبناءنا وإخواننا وأحرقوا ساحة اعتصامنا ولم يسلم من جريمتهم الطفل والمعاق وحتى الشجر المحروق في الساحة ما زال واقفاً شامخاً يشهد بما حدث يوم الأحد الدامي, 29/5/2011».
«إن أبناء تعز لن ينسوا قتلاهم وسوف يقتصون من القتلة طال الزمن أو قصر», كما يقول.
وأثارت تحركات من يسمون بـ«الممثلين عن الأهالي» ردود فعل غاضبة لدى معظم الأوساط في مدينة تعز الذين استنكروا بشدة تفاوضهم مع «بقايا الحرس العائلي», حسب وصفهم.
يقول أبو محمد لـ«مأرب برس», وهو أحد كبار الناشطين في ساحة الحرية: «ثورتنا الشبابية الشعبية حققت الكثير بفضل دماء الشهداء الأبرار, وثورتنا مشتعلة بل في أوج اشتعالها وغضبها, فلماذا نفاوض؟ لسنا مضطرين للتفاوض. ثورتنا مستمرة ومستعرة, وهم المنكسرون".
يضيف «المفاوضون بفعلهم المشين سطروا عارًا لن ينساه لهم التاريخ, فبمجرد دعوة تلقوها من أغنياء تعز تسابقوا الخطى لتلبيتها مدفوعين بنظرتهم الدونية لأنفسهم أمام طبقة برجوازية لا همّ لها سوى مصالحها الشخصية, وفي سبيل ذلك تنفق الأموال وتستعين بصغار القوم», يقول أبو محمد إن تلك الطبقة «تناست أن الثورة هي ثورة شعب بأكمله», ويزيد «ندعوهم اليوم أن يقفوا موقفاً مشرفاً من ثورة الشعب المقهور وأن لا ينحو منحى آل سعود».
أحد شباب ساحة الحرية, ويدعى «رائد» قال إن «الساسة الجدد ذكرونا بالإخوان المسلمين في مصر حينما دعاهم عمر سليمان للتفاوض فلم يتمالكوا أنفسهم» وساسة تعز الجدد, حسب تعبيره «لم يصدقوا أنفسهم حينما اتصل بهم اللواء ووزير الدولة وأغنى رجل في البلاد فأخذتهم العزة بالإثم, وأمام نشوة الجاه والسلطة والمال تناسوا بأن هناك ثورة شعبية مضى عليها نصف عام وما تزال متقدة وفي أوج لهيبها».
وأفاد مصدر مطلع «مأرب برس» بأن اجتماعاً عُقد مساء الخميس الماضي عند الساعة الثامنة ضم حمود الصوفي محافظ تعز، محمد الحاج الأمين العام للمجلس المحلي، عبد الحليم نعمان نائب مدير أمن المحافظة، محمد القاسمي لواء سابق وعبد القادر هلال وزير دوله, وممثلين عن الأهالي, عبدالله نعمان نقيب المحامين اليمنيين، عبدالكريم شيبان برلماني عن كتلة الإصلاح، عبدالله الذيفاني أكاديمي.
وأضاف أن الاجتماع عُقد بضغط كبير من قبل بعض أثرياء تعز الذين يسعون حثيثاً للوصول إلى تهدئه واتفاق, مشيرًا إلى الاجتماع أتى بعيد قصف مدفعي شهدته مدينة تعز ظهر الخميس المنصرم «تم قصف ساحة الحرية المكتظة بالمتظاهرين, وحي المسبح المكتظ بالمدنيين».
الاجتماع, حسب المصدر, استشاط غضب قيادات حزبية كبيرة وقيادات شبابية ومثقفين وشباب الثورة وأوساط شعبية فقاموا بتوبيخ من اعتبروا أنفسهم ممثلين لأبناء محافظة تعز, وحذروهم من تبعات ما يقومون به كما تم توجيه توبيخ وعتاب ولوم لبعض رجال الأعمال الذين يدفعون الساسة الجدد للتفاوض.
حماة الشعب «الشباب المسلحين الذين يمثلون كافة مديريات تعز» كان ردهم, مساء الخميس, رافضاً لما يقوم به الساسة الجدد وشهدت ليلة الخميس مناوشات واشتباكات في أماكن متفرقة من المدينة «شارع الستين»، «ساحة الحرية»، «معسكر الأمن المركزي».
البيان الصادر عن شباب ساحة الحرية بتعز, الأحد 31/7/2011, تلقى «مأرب برس» نسخة منه, أكد أن «كل من يتفاوض أو يشترك بأي مفاوضات لا تنطلق من ساحة الحرية فهو شريك للقتلة وأعمالهم القذرة».
وقال شباب الثورة أن ثورتهم هي ثورة شعبية وطنية اجتماعية عامة، غير مرتهنة لأي اتفاقيات أو وصايات داخلية كانت أم خارجية «إنما هي ثورة حرة متدفقة تتصاعد كل يوم حتى تحقيق كامل أهدافها المرسومة وفي مقدمتها إزالة كامل بقايا النظام وهذا لا يتأتى بالأوهام وإنما بخوض الصراع الثوري الشعبي المكشوف والواضح وبكل الوسائل المشروعة».
وحذر البيان «جميع الأطراف أو الأشخاص من التورط في تقديم أي تنازلات من شأنها الأضرار بمسار الثورة ومواقفها أو التفريط بأي مكتسبات حققها الثوار ومهروها بدمائهم الزكية الطاهرة».
وتوعد شباب ساحة الحرية بالحساب القاسي «سوف يكون الحساب قاسيا مع كل من ينصب نفسه متحدثا باسم الساحة أو شباب الساحة ما لم يحظ بتأييد كامل وعلني بساحة الحرية بكل أطيافها».
وأكد البيان أن «أي اتفاقيات لا تتضمن فتح ملفات المحرقة وقتل الشباب في الشوارع وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها الآمنين سوف ينظر إليها كعمل عدائي للثورة الشبابية الشعبية وبأن كل من يفرط بدماء الثوار الأحرار في ساحة الحرية لن يفلت من الحساب عاجلاً أم آجلاً».
وذكر محللون سياسيون أن «اتفاقية الهدنة التي وقعت من قبل الأطراف المزعومة قد وأدت مساء يوم توقيعها بقيام الحرس العائلي بقصف الأحياء السكنية في مدينة تعز, رافقه تمركز في اماكن ما كان ليجرأ للوصول اليها قبل توقيع الهدنة».
وأضافوا لـ«مأرب برس» أن مدينة تعز «شهدت تعزيزات جديدة خلال الأسبوع الماضي, حيث تم جلب لواء عائلي من عدن, تبعه جلب 200 قناصًا من صنعاء, بالإضافة إلى 150 عنصرًا من الحرس الخاص وصلوا جوًا من صنعاء إلى مطار تعز على متن طائرة عسكرية محملة بأكثر من 20 طن من الأسلحة والذخائر المحمولة وصفت بأنها الأشد فتكا وتدميرا مما يؤكد نوايا وخطط مبيتة لجعل مدينة تعز ميدان لمعارك دموية لا يحمد عقباها».