(سعداء بزيارتكم)

11 أغسطس 2011

تعز: أسرة تفترش الأرض وتلتحف السماء في شارع الستين بعد أن دمر الحرس الجمهوري منزلها


عن مأرب برس
رجل مع أطفاله الثلاثة من الذكور يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في ساحة الحرية بمحافظة تعز، لا يسألون الناس إلحافا، ولم يدرك سره أحد حتى سخر الله له رجلا يدعى "جميل" قاده فضوله لسؤاله عن حالته وكان الجواب غير متوقع.

هذا الرجل ومنذ حلول شهر رمضان المبارك ينام مع أولاده على أحد الأرصفة أمام أحد المطاعم على مجموعة من الكراتين, وعندما تكرر مشهد رؤية الرجل على تلك الحالة ذهب جميل لمعرفة حالته، وبعدها قادنا إليه لنسمع منه الحكاية، وقبل الاقتراب منه لمحناه من بعيد قاعدا القرفصاء يتلو كتاب الله بخشوع منقطع النظير وعزة النفس تعتلي ملامحه وإلى جواره اثنين من أطفاله فيما الثالث يلعب مع بقية الأطفال بالقرب من ساحة الحرية.

الرجل هو صالح محمد حسن المجوري، لديه أحد عشر طفلا، سبع إناث وأربعة من الذكور، أكبر أبنائه بنت في الخامسة عشرة من عمرها، وأصغرهم ذكر في شهره السادس، وهو وكل أفراد أسرته مشردين عن منزلهم الذي يقع في شارع الستين، شمال محافظة تعز بالقرب من إحدى النقاط العسكرية التابعة للحرس الجمهوري، وقد انتقل للعيش في الشارع بعد أن تم تدمير جزء من منزله إثر استهدافه الدائم من قبل هذه القوات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية حسب قوله.

وأوشح صالح أنه هجر منزله في آخر يوم من شعبان والتجأ إلى ساحة الحرية هو وأولاده الثلاثة فيما زوجته وبناته مع أبنه الرضيع في بيت عمه والد زوجته منذ ذلك الوقت.

هذا الرجل في الأربعين من عمره عاطل عن العمل، بعدما فقد مصدر رزقه، الذي كان عبارة عن مطعم بمنطقة عصيفرة إثر ديون تراكمت عليه ويعيش الآن بدون عمل أو مأوى له ولأفراد أسرته، ولم يكن أمامه سوى ساحة الحرية المكان الذي عشقه كثيرا من قبل أن يقصف منزله ليجدها ملاذه الأخير بعد الله عز وجل.

وبدون علم هذا الرجل يضع "مأرب برس" بين يدي فاعلي الخير حالته لمن أراد الأجر لدعمهم بالغذاء، وتوفير أجرة منزل متواضع لهذه الأسرة والتعاون بإصلاح منزلهم بعدما يتم رفع هذه القوات من ذات لمكان لضمان سلامة الأسرة وعدم استهداف منزلهم مرة أخرى.

من جانب آخر قالت مصدر مطلعة لـ "مأرب برس" بأنه تم استكمال التوقيعات على التهدئة ليلة أمس بما في ذلك توقيع بقيه الأطراف المعنية بما فيهم الشيخ حمود سعيد المخلافي الذي يعد أبرز الوجهات التي تعهدت بحماية شباب الثورة بعد محرقة ساحة الحرية، كما وقع المحافظ عن الجهات الأمنية باعتباره رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة والمسئول عن مدير الأمن وقائد الحري الجمهوري بتعز غير أن مصادر خاصة ذكرت لـ" مأرب برس" أن أحد أعضاء لجنة التهدئة بتعز اتصل بالمحافظ للاتفاق معه على الخروج للبدء في تنفذ ما تم الاتفاق عليه فرد عليه بأن أصحابه رافضين.

وأشارت المصادر إلى أن الاتفاق بدأ سريان تطبيقه منذ صباح اليوم لكن وإلى هذه اللحظة لا زالت النقاط الأمنية على حالها بل أضيف إليها المزيد من "المتاريس" وأكوام الأتربة الحامية من الرصاص وخصوصا في محيط مستشفى الثورة وأمام سنترال حي زيد الموشكي.

كما ذكرت المصادر ذاتها أن قوات الحرس الجهوري المتمركزة على امتداد شارع الستين تعاود مابين الفينة والأخرى قصف القرى المحاذية لهذا الشارع بمختلف أنواع الأسلحة كما حدث عصر أمس حيث أصيب الشباب فائض على احمد برصاصة في كتفة وهو في منزله الكائن في ذات الشارع .

إلى ذلك شهدت مدينة تعز الليلة بعد صلاة التراويح مظاهرة حاشدة مؤيدة للمجلس الانتقالي ومطالبة بسرعة الحسم الثوري ومنددة بما تتعرض له أرحب وهتفوا متضامنين معهم ومنددين بالموقف السعودي الذي اعتبروه مساندا للنظام.

في اتجاه آخر أقام المركز القانوني المناصر للثورة بالاشتراك مع شباب ساحة الحرية ندوه فكرية بعنوان " ثورة ضد الإرهاب " اشتملت على ثلاثة محاور المحور الأول الثورة اليمنية وموقفها من الإرهاب للأستاذ أحمد عثمان والذي نفي فيها علاقة الثورة الشعبية بالإرهاب مضيفا أن الإرهاب دائما مرتبط بالاستبداد وأن الاستبداد هو الهدف من قيام الثورة الشعبية وأن علاقة الثورة بالإرهاب علاقة نقيض تماما وأن إسقاط النظام يعني إسقاط الإرهاب وأن لا مكانة للإرهاب في اليمن بعد سقوط النظام لأن هذا النظام قائم على الإرهاب وهو الممون الرئيسي له في اليمن أما المحور الثاني فكان بعنوان " خطر القاعدة على الثورة ( الحقيقة والوهم ) للأستاذة بشرى ألمقطري والتي تحدث فيه عن خطر الإرهاب على الثورة الشعبية وعلى رأس الحركات الإرهابية تنظيم القاعدة الذي استغله النظام وموله من أموال الشعب للمزايدة به محليا ودوليا ولتصفيات حساباته السياسة مع خصومه من الأحزاب والحركات السياسية والأفراد والشخصيات المؤثرة في المجتمع أما المحور الثالث فبعنوان " موقف المجتمع الدولي من الثورة اليمنية وأثر الإرهاب في ذلك للدكتور عبد القادر الجنيد

وكان رئيس المركز القانوني المناصر للثورة المحامي توفيق الشعبي قد ألقى كلمة الافتتاح تطرق فيها إلى خطر الإرهاب على الشعوب الحرة وعلى الثورات الشعبية في المنطقة العربية والتي استغلها تنظيم القاعدة وبدء يسوق للعالم أنه مساند لتلك الثورات والهدف من ذلك لا يخرج عن أحدى احتمالين إما فشل هذا التنظيم في خطاباته وبالتالي اشتغل هذه الحالة الثورية لإقناع العالم أنه يحض بشعبية جماهيرية بين الشعوب العربية وإما أنه مسير من قبل الأنظمة العربية والعالمية يعمل لخدمتها في المواقف الصعبة كما يحدث اليوم في العالم العربي وما تروجه تلك الأنظمة وبكثرة عن تواجد هذا بالتنظيم الإرهابي في الساحات ويتساوق التنظيم مع هذا الخطاب وأشار أنه لا وجود للإرهاب إلا في عمق النظام وإذا ما ذهب هذا النظام ذهب الإرهاب والقاعدة على حد سواء.

أدار الندوة المحامي فهيم المنيفي الذي أكد بدوره على أن الإرهاب لا وطن له ولا دين ولم يصل إلى المجتمع الدولي حتى اليوم إلى تعريف محدد للإرهاب وأضاف بأن من أهم وسائل الإرهاب القمع والاستبداد والإقصاء والفساد كل ذلك بيئة خصبة للإرهاب وهذا ما أخرج الشباب للساحات مضيفا أن الشباب عندما خرجوا لم يخرجوا لإسقاط النظام فحسب ولكن خرجوا ليسقطوا كل معاني الإرهاب وكل من يدعم الإرهاب ويمارسه وعلى رأس أولئك النظام الذي مارس كل وسائل الإرهاب ضد الشاب وضد الشعب بأكمله.