عن مأرب برس
اعتبر قائد الفرقة الأولى مدرع، اللواء
علي محسن صالح، تقلد الرئيس علي عبد الله صالح مقاليد الحكم في اليمن أكبر خطيئة في
تاريخ اليمن الحديث، وقال بأنه ومعه عدد من زملائه يتحملون مسؤولية أنهم كانوا جزءا
من نظام صالح.
وعبر علي محسن في خطاب له بمناسبة عيد الأضحى
المبارك، عن استعداده للوقوف تحت طائلة القضاء شاهدا أو مساءلا عن أي مظلمة لأي مواطن
في عهد صالح، متعهد بذلك لشباب الثورة.
وأكد علي محسن بأن صالح يضع المبادرة الخليجية
في خانة الاحتياط كقارب نجاة له في حال الضرورة ونفاد جميع أسلحته، مشيرا إلى أن صالح
حكم الشمال بالاستبداد، والجنوب بالاستعمار ولهذا فإن التغيير يعتبر واجبا.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل ولله على الناس حج البيت
لمن استطاع اليه سبيلا ، والصلاة والسلام على سيد الانام المبعوث رحمة للعالمين:
يا جماهير شعبنا الحر الابي
ايها الشباب والشابات
يا احرار وحرائر اليمن في كل ساحات الوطن
الاخوة المؤمنون والمؤمنات في كل اقطار
الامتنا العربية و الاسلامية واين ما كنتم على وجه هذه البسيطة ،تحية طيبة عاطرة مباركة
:
انه لمن دواعي سرورنا وغبطتنا ان نتوجه
اليكم بالتهاني القلبية الصادقة بحلول عيد الاضحى المباركة اعاده الله على شعبنا وطننا
وقد انتصرت ثورته السلمية وعلى امتنا العربية والاسلامية باليمن والبركات وجنبها النوائب
والفتن انه على كل شيء قدير
يا جماهير شعبنا اليمني الابي
منذ اندلاع الثورة الشعبية السلمية جمع
علي عبدالله صالح بين كل مكائده وبين المناورات السياسية واستخدام القوة المفرطة والخطف
والتنكيل والترويع والقتل والعقاب الجماعي لابناء شعبنا بافتعال ازمة الوقود والقطع
المتواصل للكهرباء اضافة إلى التظليل الاعلامي الذي يحرض على القتل ويعتسف الحقائق
ويشجع على الكراهية ويثير الانفعالات لبعض المواطنين البسطاء الذين ينساقون وراء الاباطيل
ولا يملكون القدرة على التمييز بين الزيف والحقيقة ولا يفرقون بين المصلحة العامة والمصلحة
الشخصية وبعد مذبحة جمعة الكرامة طالبنا فورا ان ثبت براءته بتقديم القتلة إلى العدالة
فرفض وعندما تبين لنا انه متورط بالجريمة تخطيطا وتنفيذا اعلنا قادة الجيش دعمنا وحمايتنا
للثورة السلمية وكان ذلك تعبيرا لولاءنا للشعب والوطن بعد الله واخلاصا لشرف العسكرية
اليمنية وعقيدتها القتالية ، وعلى المستوى المدني استفزت مذبحة جمعة الكرامة ضمائر
كوكبة كبيرة من القيادات في المؤتمر الشعبي العام والحكومة والسلك الدبلوماسي والعلماء
والاكاديميين والمفكرين والمشائخ والسياسيين والمثقفين والوجهاء والاعيان والقبائل
فتبرأت من النظام و واعلنت ونظمامها لثورة الشباب ومع ذلك لم يعتبر علي عبدالله صالح
مما حدث بل اخذ كعادته يشكك بوطنية المنظمين فمعيار الوطنية لديه هو الولاء لشخصه لا
للشعب والوطن ولقد استخدم علي عبدالله صالح كل الاساليب الممكنة لتشوية الثورة وجمع
بين الخطاب الكاذب المضلل الذي يشوه الحقائق والخطاب المستجدي للعواطف كما جمع بين
العنف المستور والعنف المكشوف وكل ما امعن في العنف تزايد زخم الثورة وصلب عودها وتزايد
الاصرار على تحقيق اهدافها وهذا ما ادركه الاشقاء في مجلس التعاون الخليجي عندما تقدموا
بمبادرتهم ودعمها الاصدقاء في الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا ودول الاتحاد الاوروبي
والتي قابلها علي عبدالله صالح بالتسويف والمماطلة حيث طالب بتعديلها اكثر من مرة وحصل
فيها على ضمانات لم يحصل علي مثلها اقرانه من الطغاة في دول الربيع العربي ومع كل ذلك
وقعت المعارضة على المبادرة، اولا على امل انها ستحقن دماء الشعب وستخفض كلفة الثورة
ثم وقعت عليها قيادات المؤتمر بينما امتنع هو على التوقيع معتقدا انه يستطيع ان يوقع
عليها متى شاء بعد استنفاذ ما لديه من عتاد عسكري ويكون قد اشعب غرائزه في القتل والانتقام
من الشعب الذي طالب بخلعه ورحيله ، فعلي عبدالله صالح يتعامل مع المبادرة الخليجية
كقارب نجاة احتياطي ليس الا ، ولم يقبل بعد بالتسوية التي نصت عليها حتى وان انتقلت
السلطة كاملة إلى حزبه، وبعد حادثة النهدين اخذت آلته الاعلامية توزع التهم جزافا يمنية
ويسره من غير تحقيق شفاف ومحايد يكشف حقيقة ما جرى داخل الدائرة الضيقة والمسيطرة في
دائرة الرئاسة والمؤمنة بسيجات امنية متعددة لم يتخذها رئيسا مثله في العالم، وكل ذلك
لتبرير الامعان في ممارسة العنف والإفراط في استخدم القوة ضد ابناء شعبنا، وهذا هو
ما يفعله الان، فهاهو بعد عودته المشؤومة من الرياض تحت جنح الظلام، عاد ليواصل اطلاق
مدافعه كتائبه بكثافة ليمطر الحصبة وصوفان وساحة الاعتصام والمناطق المجاورة ومواقع
الفرقة الاولى ونهم وارحب في صنعاء وكذلك مدينة تعز الوادعة مدينة الثقافة والفكر والاكثر
مدنية في استهداف شخصي على هذه المدينة التي يحرقها ليل نهار في هذه الايام المباركة
، هذه المدينة التي اكرمته طيلة حكومه هاهو يرد لها الجميل بالقذائف والصورايخ والطائرات
وبالقتل والتمثيل الوحشي لابنائها وليحدث في هذه الاماكن من الخراب والدمار الذي يستوجب
مثوله امام العادلة، يقتل كل هؤلاء الشهداء ويسفك كل هذه الدماء غير عابئ بابناء شعبنا
الاحرار وبالمواقف الاقليمية والدولية والمجتمع الدولي وقرار مجلس الامن الذي يطالبونه
بنقل السلطة والتنحي ، فالرجل يراهن على كتائبه المسلحة لا على القبول الشعبي متجاهلا
ان ارادة الشعوب لا تقهر ، وانه وصل إلى السلطة في غفلة من التاريخ، وان وصوله كان
خطيئة كبرى دفع اليمنيون ثمنها غاليا ، ومن باب الصدق مع الله ومع النفس ومع الغير
اتحمل انا شخصيا ومعي مجموعة كبيرة من العسكريين والسياسيين والمفكرين قدرا كبيرا من
المسؤولية لاننا سكتنا عن الخطيئة وقبلنا ان نكون جزء من النظام التي نتج عنها واليوم
نشعر بعذاب الضمير ونحن نرى دماء جيل الشباب الاعزل تراق في مسيراتهم السلمية وارواحهم
تحصد برصاص كتائب عديم الحكمة الذي ساهمنا في صناعته نحن نقف اليوم مع المطالب المشروعة
للشباب وجماهير شعبنا ودعمها ومساندتها ماديا ومعنويا حتى تحقق اهدافها ولدينا الاستعداد
النفسي والمعنوي للمثول أمام قضاء الثورة العادل في حال طلب منا ذلك كشهود او تحت طائلة
القانون، وهذا عهد منا لأبنائنا الشباب ولجماهير شعبنا ولكل من طالته مظالم نظام علي
عبدالله صالح في المحافظات الجنوبية والشمالية.
يا جماهير شعبنا اليمني الابي
يا أحرار وحرائر العالم
ان الوضع الراهن في اليمن اليوم ليس ازمة
تتصارع على السلطة كما يحاول علي عبدالله صالح واعلامه ان يصوره وانما هو ثورة حقيقة
تطالب باسقاط نظام انقلابي على ثورتي سبتمبر واكتوبر يستعصي اصلاحه عن طريق التسويات
والمساومات والتوافقات ولابد لهذه الثورة ان تحقق اهدافها في التخلص من هذا النظام
وكل مساوي الماضي والارث الثقيل له ان تفضي هذه الثورة إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية
تساوي بين كل اليمنيين في المواطنة والثروة والتنمية والكرامة الشخصية ويجب ان يتسم
النظام السياسي القادم بالمرونة والقابلية للاصلاح والتطوير عن طريق التوافق بين الاحزاب
وقوى الشباب او بواسطة الاستفتاءات ، ويجب ان يشعر كل اليمنيين ان هذه النظام منهم
واليهم وانه ليس غريبا عنهم وهذا ما قامت عليه ثورتي سبتمبر واكتوبر التي انحرفت عن
مسارها الصحيح من خلال الممارسات الخاطئة ويجب ان نضع حدا لدورات العنف التي اثبتت
التجارب ان سببها الرئيسي هو عدم مرونة النظام السياسي وتصلبه امام ضرورة الاصلاح ومطالب
الشعب .
ولا يفوتنا هنا ان نتقدم بالشكر الجزيل
للاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي كافة لمواقفهم الاخوة معنا والذين قدموا من خلال
انظمتهم السياسية نموذجا يفتخر به في التنمية والبناء والامن والاستقرار والمواطنة
المتساوية وبناء دولة المؤسسات ، والشكر موصولا للأصدقاء في الولايات المتحدة الاميركية
وبريطانيا ودول الاتحاد الاوروبي لمواقفهم الإنسانية مع ثورتنا السلمية هذه الدول التي
هي اليوم منارات للحرية والديمقراطية والتقدم والرقي من خلال ما قدمته كنماذج للانظمة
السياسية الديمقراطية الرائعة واحترام حقوق الانسان .
ايها الشباب والشابات
يا حرار وحرائر اليمن في كل ساحات الوطن
يا جماهير شعبنا اليمني الابي
لقد إتاحة لنا وحدة 22 مايو 1990 م ،السلمية
التي كان صناعها الحقيقيون هم ابناء المحافظات الجنوبية وقياداتها والمخلصين من ابناء
اليمن كافة اتاحة لليمنيين فرصة تاريخية عندما ارتبطت بالديمقراطية والتعددية السياسية
، وللامانة والتاريخ لم تكن القيادة حينها جاهزة للديمقراطية وكانت تلك التجربة بحاجة
إلى قائد وطني يرعها ويحافظ عليها ويوفق بين أطرافها، ولسوء طالعنا شاءت الأقدار ان
تتحقق الوحدة وعلي عبدالله صالح رئيسا للدولة فحصل بذلك على مكانة لم يرق لمستواها
، استثمرها لخلط كل الأوراق والوقيعة بين كل الأطراف ودفع بالبلاد سريعا نحو حرب
94 ، وبدلا ان يحافظ على الوحدة ويبني دولة موحدة نموذجية يقتدي بها الآخرون، عمد إلى
بنا أسرة متسلطة وحكم المحافظات الشمالية بالاستبداد والمحافظات الجنوبية بالاستعمار
وذهبت الديمقراطية أدراج الرياح، وأصبح التداول السلمية للسلطة أكذوبته الكبرى برغم
من ان الرؤساء السابقين لليمن بشطريه جميعهم ومعهم رفاق دربهم المناضلين قدموا أرواحهم
من اجل تحقيق الوحدة، لكن علي عبدالله صالح فرط بها ولم يكبر مع كبر حدث الوحدة ، عندها
لم يجد الشعب بدا من رفع شعار التغيير ضد التشطير الذي كان يقود صالح اليمن اليه، فهب
اليمنيون قاطبة من اجل الحفاظ على وحدتهم وتحقيق التغيير.
أما الشرعية الدستورية التي يرددها كقميص
عثمان ويتذرع بها لقتل أبناء شعبنا فليست سوى القوة الغاشمة المنفلتة من أي ضوابط قانونية
او أخلاقية او وطنية ، القوة التي وضعت البرلمان والحكومة والقضاء والإعلام والبنك
المركزي وكل موارد الدولة في قبضته شخصية مع أبنائه، فعن أي شرعية دستورية يتحدث هذا
الرجل؟.
أيها الشباب وأيتها الشابات
يا أبناء شعبنا اليمني الحر في الجنوب والشمال
في الداخل والخارج
انتم اليوم على موعد مع التاريخ وليس أمامك
من خيار سوى خيار الحرية والحياة الكريمة، ولا يمكن لأي كان ان يتحكم في أقداركم ويحول
وطنكم إلى مزرعة انتم فيه عبيد ، لقد خرجتم إلى الساحات وكسرتم حاجز الخوف واسقطم علي
عبدالله صالح يوم 18 مارس ، يوم جمعة الكرامة، ومنذ ذلك التاريخ ونظامه ينضح بحقده
وزيفه ونزعت انتقامه، لكنه لم يعد يستطيع ان يحكم ولا أمل له في ذلك، وأضحى العالم
كله يعرف اليوم هذه الحقيقة ويعبر عنها بطرق مختلفة، ولابد للثورة السلمية ان تنتصر
، والحمدلله قد انتصرت، وليس أمامها إلا ان تنتصر بسلميتها، وكلما ارتفعت فاتورة الانتصار
سقطت الضمانات وارتفعت فاتورة هزيمة القتلة.
وإننا إذ نؤكد التزمنا نصا وروحا بالقرار
2014 الصادر من مجلس الأمن الدولي، إلا إننا نطالب المجتمع الدولي ان يحمي قراره من
خروقات وتجاوزات علي عبدالله صالح وكتائبه ، وان استمرار مماطلته وعدم التوقيع وتسليم
السلطة يهدد نسيج اليمن الاجتماعي والثقافي والسياسي والجغرافي ويعقد الأمور وعندها
يصعب الحل .
أيها الأحرار أيتها الحرائر
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم
هناك من يعتقد ان ثورتكم المباركة معرضة
لاحتمالات السرقة بعد سقوط النظام، ومثل هذه المخاوف لا تنطلق من فراغ، فثورة سبتمبر
سرقة وكذلك ثورة أكتوبر ووحدة 22 مايو السلمية سرقة أحلامها، وعلى ثورتكم السلمية الحالية
ان تعيد كل هذه المسروقات إلى أبناء شبعنا وان تحصنها وتحصن نفسها من احتمالات السرقة
في المستقبل.
ومن باب المساهمة في تحصين الثورة قد اعددنا رؤية
عملية واضحة لم نتحيز فيها لفئة أو جهة أو حزبا فاليمن كلها بلادنا ، واليمنيون هم
عشيرة واحدة وجميعهم سيجدون أنفسهم إنشاء الله في هذه الرؤية بما في ذلك المرأة والمهمشون،
ونطالب كل مكونات الثورة الشبابية السلمية الشعبية المساهمة في إنضاج هذه الثورة ،
فاليمن بيتنا جميعا وعلينا جميعا ان نشارك في ترتيب هذا البيت وليس أمامنا خيارا آخر
، وعلينا ان نقبل بعضنا البعض وان نساعد انفسنا قبل ان نطلب مساعدة الاخرين ، فالمهم
اولا اسقاط بقايا هذا النظام وهذا هو هدفنا وغايتنا جميعا.
أيها الأحرار و الحرائر في المؤتمر الشعبي
العام واحرار القوات الخاصة والحرس الجمهوري والامن المركزي وكل احرار الوطن
نناشدكم الله ونناشد ضمائركم ان تحكموا
عقولكم وتقفوا مع مطالب أبناء شعبكم وإخوانكم في عموم وساحات الوطن وان لا تنجروا وراء
رغبات الفرد المتسلط والذي لا يزال حتى اللحظة يطالب بضمانات له ولأفراد استره وسيترككم
في نهاية المطاف لتواجهوا مظالم جرائمه وتتحملوا المسؤولية الجنائية والدينية والتاريخية
عنه وسيحاول ان يفلت من العقاب بعد ان يستنفذ كل وسائله وستبقون انتم لوحدكم في مواجهة
مظالم أبناء شعبكم، انه يريد ان يشوه تاريخكم ومواقفكم مع أبناء شعبكم ووطنكم.
ختاما نكرر التهنئة لكافة جماهير شعبنا
بهذا العيد المبارك، سائلين الموالى عز وجل ان يعيدها على شعبنا وقد تحقق أماله وتطلعاته
بانتصار ثورته السلمية ، وبناء دولته المدنية الديمقراطية الخالية من الارهاب والتمايز
بالحقوق والواجبات وان يكون اليمن منارة مشرقة بالحرية والديمقراطية وقلعة راسخة بالعدل
وبلدة طيبة عامرة بالامن والامان والخير والازدهار.
كما نسأله سبحانه الرحمة والغفران لكل شهداء
ثورتنا الابرار وان يمن على الجرحى والمصابين بالشفاء العاجل انه سميعا مجيب
.
وكل عام وانتم بخير والسلام عليكم ورحمة
الله وبركاته..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق