(سعداء بزيارتكم)

28 أكتوبر 2011

الحياة في مدينة صوفان بصنعاء: أحياء للرعب والأشباح والفزع الجماعي



عن " الخليج الاماراتية "

تحول حي صوفان، أحد المجمعات السكنية الراقية في منطقة الحصبة، شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، إلى مربع ساخن لصراع يومي دام ومتصاعد بين القوات الحكومية الموالية للرئيس علي عبدالله صالح، المعززة بالمجاميع القبلية الموالية من أتباع الشيخ صغير بن عزيز وأتباع الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد، كبرى قبائل اليمن .

وتحول مجمع “الفلل” السكنية الراقية التي يقطنها العديد من كبار المسؤولين والوجاهات القبلية والاجتماعية البارزة، وتحمل اسم رجل الأعمال والمقاول الشهير الشيخ عبدالله صوفان الذي تحول لاحقاً إلى شخصية سياسية إثر تعيينه من قبل الرئيس صالح أميناً عاماً لمجلس النواب، تحول بفعل المواجهات المسلحة العنيفة التي تدور بشكل يومي في شوارعه الضيقة والمحاطة بأسوار، إلى مجرد هياكل متراصة من الأنقاض المتراكمة وساحات ضيقة تم إخلاؤها قسرياً من قبل السكان لمجاميع العسكر والقبائل المتصارعة .

ووصف الدكتور عبدالملك أحمد شاهر، أحد سكان مدينة صوفان، في تصريح ل”الخليج” طبيعة الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمجمع السكني جراء التراشق اليومي بين الأطراف المتصارعة بقذائف المدافع والصواريخ المحمولة ونيران الرشاشات المعدلة بأنها “كارثية”، معتبراً أن مدينة صوفان تحولت فعلياً إلى “مدينة للرعب” .

وقال: “لا يكاد أن يمر يوم من دون أن تتعرض المباني السكنية داخل مجمع مدينة صوفان للقصف العنيف والمتبادل بين قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي وأتباع الشيخ صغير بن عزيز من جهة، وأتباع الشيخ الأحمر من جهة أخرى، وخريطة الدمار بدأت بتراشق محدود للنيران بين مرافقي اثنين من سكان المدينة السكنية هما الشيخ حمير الأحمر، نائب رئيس مجلس النواب والشيخ ابن عزيز، حليف الرئيس صالح، لكن تدخل قوات الحرس الجمهوري في الصراع الناشئ بين الرجلين وسّع دائرة الدمار والخراب لتشمل كل أنحاء المجمع السكني الذي هرب كل سكانه تاركين منازلهم ومتعلقاتهم لأطراف هذه الحرب الهمجية” .

وخلف تصاعد المعارك اليومية بين القوات الحكومية وأتباع الشيخ الأحمر داخل محيط مجمع مدينة “صوفان السكني” والاستخدام المفرط للأسلحة الثقيلة كقذائف الهاون وصواريخ نوع “لو” وصواريخ “بي 10” والرشاشات المعدلة خريطة مفزعة من الدمار الشامل الذي يكشف عن ضراوة المواجهات المسلحة، وكثافة القصف المركز الذي استهدف كل أنحاء المدينة السكنية وساوى العديد من مبانيها الراقية بالأرض .

 واعتبر جمعان أحمد الحنبصي، أحد سكان حي الصيانة، المجاور للمجمع السكني المنكوب في تصريح ل”الخليج” أن مدينة صوفان محدودة المساحة، تعرضت خلال أيام قليلة لكم من القذائف والنيران تكفي لتدمير نصف معالم وأحياء العاصمة صنعاء، وأن من يستطلع آثار الدمار والخراب الواسع الذي لحق بالمدينة السكنية لن يصدق أن الشوارع والمباني المستهدفة والمدمرة داخل المجمع كانت تقطنها عائلات، ويمرح فيها أطفال وليست موقعاً عسكرياً كي تضرب بكل هذه القسوة والعنف .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق