(سعداء بزيارتكم)

13 أكتوبر 2011

«شارع هائل».. من أهم مركز للتسوق في صنعاء إلى مدينة أشباح تعج بصائدي الأرواح





  عن مأرب برس
الرعب هو المسيطر حاليا على شارع هائل أحد أكثر الشوارع النشطة تجارياً في العاصمة صنعاء، فمن كان يزور شارع هائل من قبل، قد يصدم حين يراه الآن، فالمشهد الآن يفرض نفسه بقوة الرصاص والمدفعية والأسلحة الثقيلة الأخرى التي تستخدم هناك لإخافة المواطنين هناك .
تتسارع خطى المواطنين وأنفاسهم هناك خوفاً من القناصة المتمركزين على ذلك الشارع والمباني المحيطة له ، فتجد الكثير من المواطنين هناك تحصد أرواحهم لا لشيء بل عقابا لهم ، وإشباعا لرغبة احد الأطراف المتمركزة في ذلك الشارع .
هائل الموت سبق وان حصد روح انس الطفل الصغير ولا يزال مستمرا في حصد الكثير من الأرواح هناك دون تمييز بين معارض ومؤيد فالموت هناك يمتاز بالبشاعة ، وأنت تشاهد جثث القتلى وطريقة القتل التي يموتون بها ، ينتابك إحساس أنك تواجه عدوا اشد ضراوة من العدو الصهيوني قتال أشبه بالحرب بين الإسلام والكفر.
يتردد الحديث في أروقة شارع الرياض سابقاً "انس" حالياً إن ما يحدث في الشارع ما هو إلا عقاب بسيط ينزل بأبناء تعز لكونهم يشكلون النسبة الأكبر هناك ، وذلك لمساندتهم وحماسهم الكبير في هذه الثورة ، ويقول احد المواطنين ، أن الشارع سلم لشيخ من المشايخ واخبروه ان يتولى أمر تلك المنطقة لكونهم من تعز الثورة ، وبما أن الشيخ من رعاة الشرعية الدستورية فهو يمارس هواية قتل الابرياء بكل احتراف .
ان حجم الأضرار الإنسانية في ذلك الشارع والمادية تتجاوز المعقول ، فهناك الكثير من المراكز التجارية ، أحرقت وقصفت بالأسلحة الثقيلة ، ليس لرفعها شعار الشعب يريد إسقاط النظام أنما "الشعب يريد إشباع جوعه " تجار البسطات أيضا غادروا الشارع خوفاُ من آلة الحرب التي تحصد كل يوم ضحايا جدد ، لم يكتف من يقودون هناك هذه الحملة الشرسة ضد الإنسانية على هذا فقط ، بل يمارسون هوايتهم في نهب المحلات وقطع أرزاق البسطاء ، وباتت الساحة هناك ، سوق صيد ، بدلاً من سوق تسوق ، والمارة بذلك الشارع هم الصيد الوفير ، للقناصة وغيرهم ، نظام بات اليوم يتغذى على دماء الأبرياء ويستبيح كل معالم الإنسانية بكل حماقة .
حتى "المجانيين" ومن يعانون من أمراض نفسية ، كانوا ضحايا رصاص وشظايا قذائف يشرف على إطلاقها نظام لا يحترم الإنسانية ، فقط يجد نفسه متمسك بآلة تحطم كل من يقف بطريقهم ، دون شفقة أو رحمة لأحد .
على أصوات الرشاشات والمدافع بمختلف أنواعها ينام ويصحوا شارع هائل كل يوم والنتيجة المزيد من الضحايا التي لا تجد حتى من يسعفها ، بسب النقاط التي ينتشر فيها قوات صالح التي تقف مانعة لإسعاف الضحايا ، ويضل المستشفى الميداني بساحة التغيير و مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا هو الملاذ الأخير للجرحى الذي تنالهم بعض الشظايا أو الحرائق هناك ، مع أن الكثير من المستشفيات تقع بجوار الشارع ، ولكن من تخاطب فالجميع هناك يقف أمام أشخاص لا يعرفون عن الحقوق شيء .
تتحدث الإحصائيات عن عشرات القتلى لقوا مصرعهم هناك ، ولا تزال حتى اللحظة التي كتب بها هذا التقرير ، في الوقت الذي لا يزال الشارع يعيش طقوس من الرعب لم يشهدها الشارع من قبل ، وانباء عن اختفاء الكثير من الجثث التي لا يعلم احد أين تختفي بسبب صعوبة إسعافهم وقت الحدث وذلك لكون من يفكر في إسعافهم يكون نصيبه الموت .
إن كان من يمارس تلك الأعمال هي حقاً عقاباً لأبناء تعز ، وذلك لأنهم يشكلون النواة الأولى في هذه الثورة ، فمن يغتال أحلامهم ، لا يعاقب تعز فقط ، بل يعاقب غبائه حين سمح لنفسه باصطياد الأبرياء في وضح النهار ، مبرراً لنفسه جريمة القتل فقط.
مرام بشير ،محمد الحاج ،وغيرهما لم يسلما من القناصة ومن قبلهما الطفل انس ، جميعهم أطفال لا يتجاوزن العاشرة من العمر، مسلسل تراجيدي يقوده عابثون بأرواح الناس ، في ظل تساؤل يطرح نفسه متى يكتفون .!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق