(سعداء بزيارتكم)

16 أكتوبر 2011

صحيفة الخليج : وعود صالح «العرقوبية» كـ«عدة الشغل» لرئيس أدمن السلطة

المصدر أونلاين - خاص
هاجمت صحيفة الخليج الاماراتية الرئيس علي عبدالله صالح ووعوده المتكررة بالتخلي عن السلطة دون تنفيذها.

وجاء في مقال لمحررها السياسي يحمل عنوان «وعود صالح العرقوبية» في عددها اليوم الأحد « قبل ثمانية أيام وعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتنحي «خلال أيام» . ذلك لم يكن وعده الأول، وبالتأكيد لن يكون الأخير، ففي حساباته أن الأيام ليست أياماً بالفعل، هو يقيسها بالسنوات التي قضاها في الحكم، ولعله يعتقد أنه تولى السلطة منذ أيام وليس قبل 32 عاماً، لذا لا داعي للاستعجال».


وانتقدت الصحيفة الوعود الكاذبة لصالح وفقدانه للمصداقية، وأضافت «إن الوعود والتعهدات هي جزء من الحرب التي يخوضها الرئيس اليمني ضد قوى الثورة والتغيير، (و) هي «عدة الشغل» لرئيس أدمن السلطة ويعزّ عليه التخلي عنها».

 
نص المقال: وعود صالح العرقوبية
كتب المحرر السياسي – صحيفة الخليج الاماراتية

قبل ثمانية أيام وعد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتنحي «خلال أيام» . ذلك لم يكن وعده الأول، وبالتأكيد لن يكون الأخير، ففي حساباته أن الأيام ليست أياماً بالفعل، هو يقيسها بالسنوات التي قضاها في الحكم، ولعله يعتقد أنه تولى السلطة منذ أيام وليس قبل 32 عاماً، لذا لا داعي للاستعجال.


حديثه قبل أسبوع عن التنحي «خلال أيام»، أثار شكوك الكثيرين واستغراب الكثيرين أيضاً، استناداً إلى سوابق لم يف فيها بتعهداته، ففقد الصدقية ومعها الالتزام ولم يعد يؤخذ كلامه مأخذ الجد .


ولعل ما يجري في ساحات التغيير في صنعاء وغيرها من مدن اليمن التي تحتشد يومياً بمئات الآلاف المطالبين برحيله، ووسائل العنف التي تستخدم ضدهم بوساطة قواته، وأعداد القتلى والجرحى التي تتساقط يومياً، يؤكد أن الوعود والتعهدات هي جزء من الحرب التي يخوضها الرئيس اليمني ضد قوى الثورة والتغيير، هي «عدة الشغل» لرئيس أدمن السلطة ويعزّ عليه التخلي عنها، وبات يلجأ إلى الأحابيل والمماطلة والتسويف والمراوغة والوعود العرقوبية لكسب الوقت لحمل شباب التغيير على الملل والإحباط وبالتالي التخلي عن محاولتهم زحزحته من موقعه، أو حملهم على مواجهة العنف بالعنف وحرفهم عن خيارهم السلمي، وبالتالي إسقاطهم في مهاوي الاحتراب الداخلي، وهكذا ينقذ نفسه وسلطته حتى وإن كانت على بحر من الدماء .


كان هناك بصيص أمل في أن يكون ما قاله قبل أسبوع من أنه كان في حكم الميت بعد أن تعرض لمحاولة الاغتيال، هو درس تعلمه بأن الحياة أهم من السلطة، وأن الكرسي لا يساوي شيئاً مقابل السلامة الشخصية، فكيف بسلامة شعب ووطن . . لكن يبدو أنه لا تعلم ولم يتعلم ولا من يحزنون .


لقد استمرأ السلطة، وصار عبداً لكرسي الرئاسة . هي حالة مرضية في علم السياسة العربي تستعصي على الشفاء، يبدو أنها تنتقل بالعدوى من بلد إلى آخر ومن زعيم إلى مثله.


هي كارثة السلطة يعاني منها اليمن وغيره من بلدان العرب، لكن لا شيء أبدي إلا الشعب، وإن كان الثمن فادحاً جداً .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق