بقلم / جلال السامعي
تناقلت بعض وسائل الإعلام قبل يومين خبر مفاده أن النائب سلطان السامعي تلقى 120 ألف يورو من إيران لتنفيذ أجندة ايران وسعيها للسيطرة على خليج عدن ومنطقة باب المندب !
لم استغرب حقيقة عند قرائتي لهذا الخبر الذي يأتي في اطار الهجمة الإعلامية الشرسة التي تقودها بعض القوى الفاشلة سياسياً وشعبياً ضد النائب سلطان السامعي وغيره من الشخصيات الوطنية هذه الأيام عبر وسائل الإعلام المختلفة بعد أن كانت مقتصرة على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية على شبكة الانترنت .
ما أثار استغرابي وغضبي هو أن (قناة سهيل) أعادت نشر الخبر على شريطها الاخباري الأمر الذي أثار في ذهني كثير من التساؤلات :
هل يأتي هذا مصداقا لما تناقلته وسائل الإعلام مؤخراً من وجود مهاترات سياسية واختلافات في الرؤى بين الاصلاح والنائب سلطان السامعي؟
هل تؤكد لنا القناة من خلال اعادتها لمثل هذه الاخبار أنها تدعم الحملة الشرسة التي يتعرض لها النائب السامعي فقط لوجود اختلاف قد يكون بسيطاً بينهم وبينه ؟
هل لأنها تتبع حزب الاصلاح فقد اجازت لنفسها ارتكاب مثل هذه الحماقة والعيب الكبير وتجاوزت كل القيم وسمحت لنفسها بإعادةنشر هذا الخبر وهي تعلم بأنها لا تستطيع أن تقدم لنا دليلا كافياً يبرر لها نشر مثل هذه الاخبار ؟
ماذا أقول ياإخوة وكيف أعبر ؟فلم أكن في يوم من الأيام أكره هذا القناة كما أحب سلطان السامعي ، ولم أكن في يوم من الأيام أعمل لصالح حزب أو شخص أو جهة ، لم أكن أريد أن أرى قناتنا الحبيبة تناصبنا العداء كما هو حالها اليوم ، لم أكن أريد أن يأتي يوم أصب فيه كل غضبي على هذه القناة التي كانت وماتزال الوجه الإعلامي الأبرز للثورة اليمنية لولا ذلك الخبر الذي أثار حفيظتي واستفزني كثيرا كما استفز الكثير من الشباب الذين يعرفون سلطان السامعي حق المعرفة ، لم أكن أنوي كتابة هذه السطور الساخنة حتى لا يقال بأني حوثي أو ايراني أو معادٍ للإصلاح ، تماما كما يقال اليوم عن سلطان ، أنا هنا لا أدافع عنه ، فهو ليس محتاجاً الى شهادتي ولا يتنظر مني ذلك ، ولم يكلفني أبدا بالدفاع عنه ، فسنوات نضاله ومعارضته لنظام الحكم العائلي المستبد في اليمن كفيلة بأن تقدمه للجميع بأنقى وأبهى صورة يستحقها ، أنا هنا ضد الباطل الذي فوجئنا به على شاشة سهيل الفضائية ، لقد سبب لي الأمر صدمة كبيرة ولم أكن أتوقع أن قناتنا "قناة الثورة"سيصدر عنها مثل هذه الترهات التي لا تخدم إلا رأس النظام المخلوع وبقايا نظامه .
كان الأجدر بقناة سهيل (قناة الثورة) أن تبتعد عن الترويج للاشاعات والاكاذيب والاخبار المفبركة التي لا صحة لها ، حتى لا تفقد مصداقيتها عند الجمهور وفي مقدمتهم شباب الثورة في الساحات والميادين ، فهم أدرى وأعرف الناس بسر هذه المؤامرة القذرة والحملة الإعلامية الشرسة التي يتعرض لها الثائر الحر سلطان السامعي ومن يقف ورائها ، وحتى لا تعرض نفسها للإحراج كان عليها أن تحترم العمل الإعلامي على الأقل وتقدم لنا دليلاً بالصوت والصورة لإقناعنا بذلك ، أما أن تتحول الى منبر للكذب والافتراءات فهذا أمر غير مقبول ولا يليق بسمعة القناة بأي حال من الأحوال .
ما تنقله اليوم قناة سهيل من اخبار ليست لها مصادر موثوقة ولا تمت الى الحقيقة بصلة بالتأكيد لن يكون هذا في صالحها أبدا ، وإذا كان الاصلاح له موقف من السامعي فلا يجدر به أن يقحم قناة سهيل في مثل هذه التفاهات التي نراها معيبة في حق القناة التي نحترمها كثيرا ونتابعها بشكل دائم ، إلا إذا كانت القناة قد غيرت من توجهها مؤخراً وانتقلت من خدمة الثورة الى خدمة الاصلاح فعليها أن توضح لنا ذلك كي نعلن رسمياً سحب اللقب الذي منحناه اياها وهو لقب "قناة الثورة" ولتقل وتنشر ما شاءت بعدها ، حينها سنقول أن هذا الكلام صادر عن قناة الاصلاح وليس قناة الثورة بحكم أن هناك اختلاف في العمل الثوري والسياسي بين سلطان السامعي وحزب الاصلاح (كما تردد مؤخراً) مع أني اعتبر ذلك محاولة يائسة وفاشلة وقذرة من قبل بقايا النظام التي تتمنى الايقاع ما بين الطرفين،واثارة النعرات المذهبية والحزبية لافشال وتفكيك القوى الثورية والانحراف بالعمل الثوري الى العمل الحزبي الضيق .
قناة سهيل اليوم مطالبة في أن تعيد النظر في مثل هذا الأمر عاجلاً ، أما أن تتلقف أخبار كاذبة وتقوم بإعادةنشرها فهذا عمل استفزازي لا يخدم الثورة بأي شكل من الأشكال ، ومهما يكن لن نقبل الاساءة الى شخص النائب سلطان السامعي أو غيره من الشخصيات التي يعرفهاشباب الثورة حق المعرفة ، فلا يمكن لقناة سهيل أو غيرها أن تقلل من هذه الشخصية الوطنية أو أن تطعن في مواقفه الداعمة والمساندةلشباب الثورة ، أظن الرسالة وصلت ياأخواننا في القناة ، ولا تجعلونا نطلق عليها شعار "لليمن عدوان " بدلاً من "لليمن عنوان " .
فهل هذا هو وقت التفرقة وكيل الاتهامات وبث ياقناة الثورة ، هل أنتهى عهد الوفاق ودخلنا في عهد النفاق والمكايدات السياسية التي ليس لها معنى ، هل هذا ما كنا ننتظره منكم ياإخوتنا في الاصلاح . لماذا كل هذا الاستفزاز ؟ هل استطاعت بقايا النظام أن توظف الاختلافات البسيطة التي قد تحصل احيانا بينكم كثوار حتى أوصلوكم الى أن حد التخوين والاساءة الى بعضكم البعض عبر وسائل الاعلام والناس يتلقفون اخباركم ويراقبكم ويعرف كل واحد منكم تمام المعرفة ؟ اقطع تساؤلاتي الكثيرة وأنهي مقالي هذا على أمل أن ينتهي هذا الصراع المفتعل وغير المبرر بين احبائنا واخواننا في الاصلاح والنائب سلطان السامعي . ولاسامح الله أجر من يبتغي الفرقة والشتات بين أبناء هذا الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق