بقلم/ رضوان الشريف - نقلاً عن الحديدة نيوز
أكملت
بحمد الله بكالريوس إعلام استمر خمس سنين لأول مرة في اليمن ، الآن وبعد
تخرجنا نحن الدفعة 17 تخصص إذاعة وتلفزيون بكلية الإعلام جامعة صنعاء ..
اتساءل هل الحكومة الجديدة ممثلة بوزارة الإعلام ستستوعبنا في تلك القنوات
الرسمية وتسمح لنا بمزاولة ماتعلمناه بكل حرية وشفافية ؟ أم أنها سترفع
لافتات وشعارات على أبوابها مكتوب عليها بالخط العريض لا يوجد لدينا وظائف
شاغرة كما كان في عهد النظام السابق ؟ .
ما الذي جنيته خلال فترة الدراسة ؟
خلال
الأربع السنوات التي درستها في الكلية بجامعة صنعاء لم أذكر منها إلا
شيئاً واحداً هو الحمد لله أنني هذه السنة لن أدفع 46000 رسوم نظام موازي ..
حيث كنت لا أفكر بالدراسة نفسها بل كنت أفكر من أين سأدفع أقصاد الموازي
الذي أثقل كاهلي وكان شغلي الشاغل فقد كنت أبحث عن مصدر دخل يومي لكي أوفر
هذا المبلغ ثم بعد ذلك ابداء أبحث عن مبلغ آخر لشراء الملازم في كل ترم ولم
أذكر مرة أني اشتريت ملازم الدراسة منذ بدايتها والله لم تكتمل ملازمي إلا
قبل الإختبارات بأسبوع في كل ترم مما كان يزيد من معاناتي كطالب علم .
أما
عن المنهج الذي كنا ندرسة فحدث ولا حرج .. الإعلام في وادٍ والمنهج في في
وادٍ آخر ، منهج قديم لا يفيدنا كإعلاميين بشيء منهج مشتت يتحدث عن الواقع
المصري والإعلام في مصر وكل المناهج هي مصرية ولا يوجد منهج خاص بنا
كيمنيين .. حقيقة لا أدري لماذا هل من قلة الكفاءات في اليمن أم أن مزاج
صناع القرار لا يسمح للداكاترة اليمنيين أن يعدوا منهج علمي يواكب الدول
المتقدمة ووسائل الإعلام الحديثة ، واكتفوا بإعلام هابط يخدمهم ويطبل لهم
ليل نهار بعيد عن المهنية التي قرأنها في قوانين العمل الإعلامي الدولي ؟
أما
من ناحية التطبيق العملي صدقوا أو لا تصدقوا خلال سنوات الدراسة كاملة لم
ندخل الاستديوا للتطبيق إلا مرة واحدة قرأت فيها خبر قصير أمام كاميراء
صغيرة لا تشبه حتى تلك الكاميرات التي نشاهدها على أكتف مراسلي القنوات
العربية والأجنبية وكانت مدة الخبر 50 ثانية فقط !! ولكم أن تحكموا ماذا
ستخرج هذه الكلية ؟
مشاريع التخرج والشحاذة
تشترط
كلية الإعلام على الطلاب مشروع تخرج كجانب من العمل التطبيقي الذي تعلموه
فنحن طلاب الإذاعة والتلفزيون علي سبيل المثال طلب منا عمل فيلم وثائقي حيث
تركوا لنا حرية اختيار الموضوع الذي نريدة ، اخترت انا وأربعة اخرين من
الزملاء مرضى الثلاسيميا كون الموضوع انساني وقررنا نقل معاناة المصابين
ولفت أنضار الناس لهم
الذي
لم أكن أعرف عنة أن كلية الإعلام ليس لديها استديوا عملي ولا كاميرات لكي
يستخدموها الطلاب لعمل الفيلم فقالوا أبحثوا عن داعم يدعم فيلمكم طبعا نحن
طلاب وإمكانياتنا محدودة وبدأنا فعلاً نبحث عن أشخاص يدعمون مشروعنا توجهنا
إلى الكابوس وشركة M T N وتليمن
والمراكز الصحية المهتمة بمرضى الثلاسيميا وعدة اماكن ، أقسم با الله حتى
لحظة كتابة مقالي هذا لم نجد الدعم لمشروعنا هذا الذي أذلنا وهان كرامتنا
وجعلنا نتسول على أبواب الشركات والمؤسسات .. فكيف لنا أن نسمي هذه كلية
وكيف لنا أن نقول هذا تعليم اكاديمي وهم يغرسوا في عقول قادة الرأي العام
مبادئ قذرة ومهينة لدرجة منفرة من العمل الإعلامي بل ويحطمون المواهب فمن
يخرجنا من هذا الإستهتار والتهميش .
خلاصة القول
مانود
تحقيقه في الإعلام اليمني هو العمل على تبني واستيعاب أفكار الشباب بدلاً
من تلك الأفكار القديمة النمطية التي كانت تمارس خلال الفترات السابقة
بقناة اليمن والتي لم تكن تسمح للشباب الجدد بالظهور وتملك الإعلاميين
القدماء وهيمنتهم على كل فترات البث التلفزيوني متجاهلين كل الخريجين من
كلية الإعلام رغم أن لديهم قدرات وكفاءات أفضل من مذيعي القنوات الرسمية
الذي أغلبهم ليسوا متخصصين إعلام وإنما امتهنوها امتهان أو دخلوا عن طريق
الوساطات والمحسوبيات .
هي
رسالة أوجهها للحكومة الجديدة ممثلة بوزارة الإعلام أن يتجنبوا سياسة من
كانوا قبلهم وتشجيع الإعلاميين الجدد وإعطائهم فرصة الظهور وإثبات الذات
وها نحن خريجي هذا العام الدفعة 17 دفعة “وطني مسؤليتي” تخصص إذاعة
وتلفزيون نناشد كل القائمين في كل القنوات الرسمية والخاصة أن تفسح المجال
أمامنا وتعطينا الفرصة لممارسة ماتعلمناة خلال الأربع السنوات وأن يدعونا
نعمل بمهنية إعلامية لا بالمحسوبية وأن يتركونا ننقل رسالة إعلامية للمجتمع
تخدم البلد لا تخدم الأحزاب السياسية أو الأشخاص كونهم مالكين لوسائل
الإعلام بكافة أشكالها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق