(سعداء بزيارتكم)

15 ديسمبر 2011

صعدة محافظة يفرض الحوثيون حصارهم فيها على كل شيء (مهمة انسانية)



*صورة لباب اليمن في صعدة وعليه شعار الحوثيين
 عن مأرب برس
الساعة العاشرة ليلاً من الثلاثاء 21 نوفمبر 2011م التقيت ببعض الشباب في ساحة التغيير بصنعاء وعرضوا علينا النزول إلى محافظة صعده في مهمة إنسانية الهدف منها الإطلاع على الوضع الإنساني في منطقة دماج .. والتأكد من ادعاءات الحجوري وأهالي منطقة دماج عن نفاد المواد الغذائية والأدوية بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل جماعة الحوثي (كما يدعون).. وهو ما ينفيه الأخوة الحوثيين نفياً قاطعاً ويعتبرون تلك الأخبار مؤامرة تستهدفهم بسبب مواقفهم الثورية.
أخبروني الشباب بأنهم التقوا بالأخ خالد المداني القيادي في تكتل شباب الصمود التابع لجماعة الحوثي والذي بدوره نفى صحة ما يدعيه الحجوري وأهالي دماج وطلب منهم تشكيل فريق والنزول إلى محافظة صعده وإلى منطقة دماج للإطلاع على حقيقة ما يجرى.. وأبدى استعداد جماعة الحوثي للتعاون معنا.
هــدف الزيارة
اتفقنا على أن تكون مهمتنا إنسانية بحته ولخصنا مهمتنا بالنقاط التالية:
·  الإطلاع على الوضع الإنساني في دماج ومركز دار الحديث التابع للسلفيين، وهل يوجد حصار ونقص في المواد الغذائية والأدوية أم لا.
·  التأكد من الأخبار التي تتحدث عن إيقاف الحوثي قافلة غذائية في منطقة كتف ومنعهم وصولها إلى منطقة دماج.
·  إذا صح احتجاز جماعة الحوثي للقافلة نتحدث معهم ونناشد ضمائرهم الإنسانية بأن يسمحوا لها بالدخول من أجل الأطفال والنساء.
وعقب تحديد الهدف من الزيارة بدأنا بتسجيل الأسماء وطُلب مني ترشيح بعض الأسماء فتواصلت مع عدد من الأصدقاء بالتلفون وطرحت عليهم الموضوع وقبلوا بالزيارة وتم التواصل بالأخ علي العماد وتسليمه كشفا يتضمن أسماء الفريق المتوجه إلى محافظة صعدة والغرض من الزيارة وأخبرنا بأنه قد تواصل مع قيادة الحوثين في صعده وأخبرهم بقدومنا.
الطريق إلى صعدة
الساعة 12 من ظهرا (الأربعاء 22 نوفمبر) توجهنا إلى محافظة صعده واستقلينا سيارتين «بيجو»، وقبل أن نصل إلى منطقة ذيفان شاهدنا أول نقطة قبلية "قطاع" كدليل على ضعف أو غياب الدولة، وكان هناك عدد من النقاط القبلية حتى منطقة حرف سفيان.
طلبنا من السائق أن يعرفنا بالمناطق التي نمر فيها فكان يشرح لنا بأن هذه بلاد الشيخ عبد الله وهذه بلاد الشيخ حمود عاطف وهذه بلاد بن صغير في إشارة إلى الشيخ عزيز بن صغير.. واتضح من خلال حديث السائق أن ثقافة الجهوية القبلية تطغى على كل شيء إلى درجة ذكر تلك الشخصيات بدلاً من ذكر أسماء المناطق.
 نفوذ الحوثيين
يبدأ نفوذ الحوثيين من منطقة «الحيرة» في مديرية حرف سفيان وهي مدينة مدمرة بالكامل.. هالنا ما رأيناه من دمار خلفته الحروب السابقة بينهم وبين الدولة، فالمباني على جانبي الطريق مدمرة والسيارات تحولت إلى أكوام من حديد الخردة، والإسفلت مكسر بسبب مرور الآليات العسكرية وغش المقاول كما قال السائق، وشعرنا بمعاناة وألم أبناء حرف سفيان ومحافظة صعدة، وفداحة ما تخلفه الحروب وتقصير منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في نقل ما يجري في محافظة صعده والمناطق المجاورة لها.
قبل الوصول إلى أول نقطة تابعة لمسلحي الحوثي أطفأ سائق السيارة المسجل واعتذر بقوله "إذا سمع المجاهدون الأغاني سيكسرون علينا الذاكرة" MB3 ..
من المكان الذي يبدأ فيه نفوذ جماعة الحوثي تبدأ نقاطهم المسلحة وشعارات «الصرخة» الخاصة بالحركة "الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام" مطبوعة في كل مكان مرتفع عن الأرض وشعارات أخرى منها "الشعار أزعج أعداء الأمة وأظهرنا متوحدين"، "الشعار يمثل حربا نفسية ضد أعداء الأمة"، "الترتيبات الأمنية لكم وليست عليكم"، وغيرها من الشعارات.
مدينة صعدة إزالة صورة الفتاة من الإعلان لأنها حرام
وصلنا مدينة صعدة قبل المغرب بحوالي ساعة، وفي المدينة تجد معظم السيارات بدون لوحات أو عليها لوحات غير يمنية وينتشر المسلحون في مختلف شوارع المدينة.
أقمنا في أحد الفنادق .. وطلب منا موظف الفندق البطائق وقال "الذي ليس لديه بطاقة يعطينا تصريحا من المجاهدين ومقرهم في الحديقة بجوار الفندق.." والمجاهدون هم مسلحو الحوثي ويقومون بدور الأجهزة الأمنية بالمحافظة".
وجدت في مكتب استقبال الفندق ملصقا إعلانيا لشركة سبأفون باقة بلقيس تم تغطية وجهة المرأة التي تظهر في الإعلان بقصاصة باعتبار صورتها عورة لا يجوز النظر إليها.. والتقطت لها صورة بكاميرا تلفوني.
تواصلنا مع الأخ حسن لقمان والذي نعرفه من ساحة التغيير بصنعاء وقدم إلى الفندق ورتب لنا لقاء مع جماعة الحوثي صباح اليوم الثاني الخميس الساعة التاسعة والنصف صباحاً..
وأخبرناه عما شاهدناه في حرف سفيان من دمار وأن هناك قصورا إعلاميا في نقل معاناة أبناء محافظة صعدة .. وكان رده بأن الإشكالية في أن الصحفيين يأتون إلى محافظة صعدة ويرغبون بالتحرك بحرية وهو أمر لا يسمح به "سيدي الأعلى"، يقصد عبد الملك الحوثي، وهي عبارة لأول مرة أسمعها..
وقال نحن لدينا صور وفيديوهات وتقارير نسلمها للصحفيين وإذا كان الصحفي يريد النزول ميدانياً يسمح له بالتحرك برفقة المجاهدين لحمايته.
مقهى إنترنت وحيد في المحافظة
خرجت من الفندق إلى صالون الحلاقة وسألت الحلاق هل يوجد إنترنت قريب .. أجابني بأن الإنترنت في منطقة غير بعيدة في مجمع الشريف.. وقال تستطيع تحميل أغاني بطريقة سرية لأن الأغاني ممنوعة في صعدة من قبل المجاهدين، وهذه معلومة زائدة على الإجابة خرجت لتعبر عن وجع وكبت وربما شفقة وتحذير لي من أن أقع في يد مجاهدي الحوثي وأنا أرتكب جريمة تحميل الأغاني.
دخلت مقهى المستقبل للانترنت وفي المقهى قرابة 12 جهازا بعضها معطلة وعرفت بعدها أنه المحل الوحيد الذي يقدم خدمة الانترنت بمحافظة صعدة.. وبجواره عدد من المحلات كانت في السابق تقدم خدمة الانترنت قبل أن يبسط مسلحو الحوثي سيطرتهم على المدينة في 21 مارس الماضي، مانعين عنها الانترنت، فأصبحت محلات الانترنت تقدم خدمة الألعاب للأطفال فقط..
الخميس 23 نوفمبر الترتيبات الأمنية لكم وليست عليكم داخل مسجد الهادي
غادرت غرفتي في الفندق الساعة 8 صباحاً، وتعمدت فتح أغنية "صباح الخير" للفنان أيوب طارش من تلفوني، وتجولت في الشارع .. فحذرني بعض الأشخاص من المجاهدين "جماعة الحوثي" وأخبروني أنهم يمنعون سماعها بالقوة لإيمانهم بحرمتها وقالوا: بإمكانك وضع سماعة في أذنيك...
تحركنا باتجاه المكتب التنفيذي للحوثيين، وفي الطريف طلبت من سائق الباص، الذي أوصلنا إلى المكتب التنفيذي لجماعة الحوثي تشغل أغنية فضحك وقال بأن الأغاني ممنوعة.
اللقاء بـ«أبو علي الحاكم»
وصلنا إلى المكتب التنفيذي، وبعد خمس دقائق وصل "أبو علي الحاكم"، وهو المدير التنفيذي للجماعة، التقينا به وأبدى ترحيبه بالوفد الشبابي الحقوقي الصحفي، ووعد (مشكوراً) بالتعاون معه في تسهيل مهمته، وبعد أخذٍ وردٍّ أوضح الحاكم بأن هذه القضية شائكة وهناك أطراف إقليمية ومحلية تشترك في إثارتها، مشيراً إلى وجود لجنة وساطة قبلية مكونة من وجهاء قبليين من قبائل وايلة وخولان بن عامر وهمدان بن زيد، وأنها على وشك إبرام صلح بين الطرفين، أكدنا مرة أخرى بأننا نشجع ونؤيد أي عملية صلح تنهي النزاع برمته، ولكننا غير معنيين بهذا الأمر خلال زيارتنا، لأن مهمتنا إنسانية بحتةولا نريد الربط بين إجراءات التفاوض والصلح وبين عمليات الإغاثة الإنسانية العاجلة.
وبعد قرابة الساعة من الاجتماع والتفاوض وإلحاح الشباب على الدخول إلى منطقة دماج أخبرنا أبوعلي الحاكم بأن الحجوري وافق على توقيع اتفاقية الصلح وكان هذا الخبر كفيل بأنها الاجتماع، حيث استبشرنا بخبر التوقيع وانتابنا شعور بأننا سنصل إلى منطقة دماج.
ذهب خمسة من الشباب مع «أبو علي» إلى مبنى المحافظة للقاء بالمحافظ، فارس مناع، وشهدوا توقيع المحافظ على وثيقة الصلح وأعضاء لجنة الوساطة وتوقيع أبو علي الحاكم عن جماعة الحوثي كطرف في النزاع وسلمت الوثيقة للأخ أمين الشامي مندوب السلفيين في الوساطة وذهب بها إلى منطقة دماج ليوقع عليها الحجوري كطرف ثاني.
جولة في المدينة
بعد الاجتماع بـ«أبو علي» قمنا بجولة في المدينة، الخالية من النساء، مررنا من باب اليمن بمدينة صعدة، وجدنا لوحة كبيرة لشعار الحركة اعتقد أنها أكبر لوحة في المدينة.. في المقابل لها توجد عدد من التسجيلات الخاصة بجماعة الحوثيين ولا تبيع غير ما تتبناه الحركة، استمعت لبعض هذه التسجيلات ووجدتها تحمل رسائل لا تختلف عن رسالة المجاهدين ضد الاتحاد السوفيتي في سبعينات وثمانيات القرن الماضي.
شاهدنا مبنى مدمرا.. قيل أنه كان فندقا يتبع الشيخ عثمان مجلي، عضو مجلس النواب المعروف بأن بينه وبين الحوثين عداء.. وأكد لنا عدد من الأشخاص أن جماعة الحوثي نهبوا أثاث الفندق ليلة سيطرتهم على المدينة، حيث قاموا بتفجيره فتحول إلى ركام.
دخلنا باب اليمن وتوجهنا إلى جامع الإمام الهادي في بوابة الجامع يقف اثنان من مجاهدي الحركة على جانبي باب الجامع، التقطت لهم صورة بكاميرا هاتفي.. كما التقطت صورت كثيرة للجامع وتعاون معنا القائمون على الجامع وشرحونا تاريخ الجامع وأسماء من يرقدون في الأضرحة التي في مؤخرة المسجد، ووجدنا شعار الحركة بجوار القبلة في الجزء الأول من الجامع لكني لم أشاهده في الجزء الأول من الجامع.
محاولة الوصول إلى منطقة دماج المحرر مع أبو علي الحاكم
توجهنا بعد الظهر إلى ديوان المحافظة وحضر إلى الديوان عدد من مشايخ صعدة والقادة العسكريون، وصل أمين الشامي وبيده وثيقة الصلح موقعة من قبل الحجوري الطرف الثاني وتم توثيقها وختمها وتوزيعها على الأطراف الموقعة، وتحرك وفد الوساطة ومعهم أربعة من الشباب لحضور تنفيذ الصلح وتسليم جبل البراقة المتنازع عليه، والذي يتمترس فيه الطرفان، للجيش مقابل إنها التمترس من الجانبين وفتح نقطة الخانق وإنها الحصار عن دماج من قبل الحوثيين.
وذكر الشباب الذين برفقة وفد الوساطة بأن الحوثيين طلبوا من الجنود بطائقهم وتسجيل أسمائهم، واتضح بأن بعض الجنود لا يحملون بطائقهم بحوزتهم، فرفضوا السماح لهم بالدخول إلى دماج، وعادت اللجنة إلى صعدة.
كنا نحن حينها في ديوان المحافظة وفجأة تلقى أبو علي اتصالا من لجنة الوساطة، استشاط بعده غضبا في ديوان المحافظة ووقف ورمى هاتفه إلى الأرض، أمام الحاضرين، وقال: "والله ما يدخل مخلوق" متهما القيادات العسكرية بالإخلال بالاتفاقية، فرد عليه أحد القادة العسكريين في محور صعدة: "لا ترفع صوتك"، وأضاف "إذا كان هناك أي شيء بينك وبين الحجوري، فنحن لا علاقة لنا بذلك"، ثم وقف قائد عسكري آخر وطلب من أبو علي التحكيم لاتهامهم باللاعب والتقصير، واستجاب أبو علي وسلم له جنبيته.
فحكم عليه بأن يسمح للجنود بالدخول من أجل استكمال إجراءات تنفيذ الصلح وأخبروه بأنه إذا كان هناك جنود من أبناء المنطقة سيقومون بتغييرهم لاحقاً صباح الجمعة بالتحديد، فرد عليه أبو علي "والله لو كان قرنك من هنا إلى السماء ما يدخل واحد".
وبعد أن تعذّر الدخول إلى منطقة دماج لحدوث إشكالية بين الطرفين في تفسير أحد بنود اتفاق الصلح أثناء التنفيذ، عادت لجنة الوساطة والشباب برفقتهم وتحدثنا مع أبو علي الحاكم وجماعته مناشدين ضميرهم الإنساني بأن يسمحوا للقافلة بالدخول من أجل الأطفال والنساء.
وقلنا لهم: "تخيلوا الوضع تغيير والسلفيون هم المسيطرون على صعدة وأنتم المحاصرين في دماج.. فهل ترضوا لأطفالكم ونسائكم الهلاك جوعاً"..
الجمعة 24 نوفمبر
ظهر الجمعة 24 نوفمبر توجه خمسة من الشباب مع لجنة الوساطة إلى منطقة دماج وضم الموكب عددا من الشخصيات الاجتماعية، برئاسة محافظ صعدة فارس مناع، وانتظر بقية الفريق في المدينة على أمل نجاح الوساطة كي يتحرك جميع أعضاء الفريق صباح السبت مع القافلة إلى منطقة دماج.
ولدى وصول المحافظ برفقة وفد الوساطة وأعضاء وفد الشباب إلى نقطة الخانق على مدخل دماج، لم يسمح الحوثيون بدخول المحافظ إلى المنطقة، إلا بعد أن تواصلوا مع أبو علي الحاكم لأخذ الإذن بدخوله، وبعد قرابة ربع ساعة من الانتظار سمح لهم بالوصول إلى دماج، حيث وصل وفد الشباب إلى منطقة دماج ومركز "دار الحديث" واطلعوا في غضون أقل من ساعة على الأوضاع الإنسانية، وخرجوا بالنتائج التي ذكرها البيان الختامي للزيارة، وهي:
-   يتكون مركز دماج من عدة مباني ترابية مبنية بشكل عشوائي يكتظ فيها آلاف البشر بدون تخطيط هندسي وأنشئ قبل ثلاثين عاما
-  يسكن في المركز دارسون يمنيون وأجانب مع عائلاتهم.
-  يعاني سكان المركز من حصار خانق مفروض على آلاف الأشخاص القاطنين منطقة دماج بمحافظة صعدة، في مساحة جغرافية ضيقة، كنوع من العقاب الجماعي في محاولة للضغط على هؤلاء المحاصرين لتهجيرهم قسرياً
-  يقوم أتباع الحوثي بالتمركز في معظم الجبال المطلة على المركز بقوات متوسطة وثقيلة وقصفه بين حين وآخر حيث قتل مايزيد عن 26 شخصا بينهم أجانب وأصيب أكثر من خمسين برصاص مقاتلي الحوثي .
-  توشك المواد الغذائية على النفاد حيث أغلقت المحلات التجارية أبوابها بينما انتهت المواد الطبية حيث وجدنا الصيدلية الوحيدة داخل المركز ليس فيها حتى حبة اسبرين وتسبب هذا الوضع بوفاة جرحى ومواليد كما تعرضت نساء للقنص بينما كن يسرن في الطريق.
-  يحرص الحوثيون على فرض حصار إعلامي حيث صادروا خازن صور كان بحوزة بعضنا حرصا على عدم خروج صور عن وضع السكان داخل المركز
وقام الزملاء بتصوير المحلات التجارية والمركز الصحي ومخازن دار الحديث وآثار الرصاص.. ولكنهم لم يسمحوا للشباب بتصوير الجرحى، لأن السلفيين يحرمون تصوير كل ما له روح، وقال الزميل في الوفد مختار الرحبي بأن طلبة دار الحديث يخافون من الكاميرا أكثر من الرصاص..
عاد الوفد إلى مدينة صعدة وتعذر نجاح الصلح في اليوم الثاني للأسباب نفسها وتم إيقاف الزميل في الوفد محمد الأحمدي من قبل جماعة في إحدى النقاط على مدخل المدينة وطلبوا منه تسليمهم ذاكرة الكاميرا، ولم يتركوه إلا بعد ما قال لهم بأن الذاكرة مع الزميل مختار الرحبي، الذي كان حينها في ديوان المحافظ.
حينها دخل اثنان من مسلحي الحركة إلى ديوان المحافظ واخذوا كاميرا الزميل مختار الرحبي بالقوة أمام المحافظ وطلبوا ذاكرة الزميل في الوفد قايد السعيدي فرفض إعطائهم الذاكرة وسلمها إلى يد المحافظ..
بعدها طلب أبوعلي الاجتماع بثلاثة من أعضاء الفريق واستمر اجتماعه معهم حتى العاشرة مساءً وكان الاجتماع عبارة عن تحقيق تم تصويره من قبل الحوثيين بكاميرا فيديو..
وفي الاجتماع قال أبو علي الحاكم بأن الرسالة التي وصلت إلى تلفون الأخ سليم علاو أرسلت من فوق، في إشارة لمكتب عبدالملك الحوثي، وتنص الرسالة على: "إعذار فيما بيننا وبين الله إذا لم تنجح اللجنة في عملها اليوم فابلغوا كل من يريد أن يخرج من أهالي دماج من نساء ورجال وأطفال فهذه آخر محاولة معهم وقد اعذر من انذر ولا يعني هذا تهديد بل إسقاط للحجة فيما بيننا وبين الله والسلام".
وانتهى الاجتماع بقول أبوعلي الحاكم للشباب إذا كنتم ترغبون القيام بعمل إنساني فأمامكم مهلة حتى الغد الساعة تاسعة صباحاً تتحركوا لإخراج الأطفال والنساء.
السبت 25
وصلتنا أخبار من منطقة دماج تفيد بأنهم يتعرضون للقصف بقذائف الهاون ومختلف الأسلحة وأن القصف بدأ الساعة 11 صباحاً .. وبعد الظهر ذهبنا إلى المحافظة ولكن أحد الحرس منعنا من الدخول وقال بأن هذه توجيهات المحافظ.
بعدها تقلينا اتصالات من مكتب المحافظة يعتذرون فيها عن منعنا من الدخول.. واخبرونا بأن مدير مكتب المحافظ سيأتي بنفسه ليعتذر لنا.. وأقبل شاب في 22 أو 23 من العمر يحمل بندقية كلاشنكوف واعتذر ووضع جاهه أمامنا..
طلب أبوعلي الحاكم الاجتماع بالشباب الذين اجتمع بهم بالأمس وأخرج لهم بيان جاهز فيه إدانة للحجوري وجماعته ويتهمهم بالتلاعب على بنود الصلح.
فرفض الشباب التوقيع على البيان وذكروه بأن مهمتهم إنسانية فقط وعادوا إلى الفندق وعقب وصولهم إلى الفندق اتصل أبوعلي الحاكم بسليم علاو "وقال لا تسافروا حتى نلقاكم" ولا نعلم كيف عرف نيتنا بالسفر.
ثم قدم إلينا شخص يخبرنا بطلب أبوعلي منا بعدم السفر حتى نلتقي به.
الأحد 26 نوفمبر
اجتمعنا بأبوعلي وسلمنا بيانا للإطلاع والتوقيع عليه فرفضنا التوقيع فتشنج واتهمنا بالإساءة لمحافظة صعده وأننا من يقف خلف الحملة الإعلامية التي تستهدفهم بحسب قوله.
وطلب من الأحمدي أن يصدر تعهدا بصياغة اعتذار ونفي عن كل نشرته وسائل الإعلام عن احتجازه في إحدى النقاط ومصادرة ذاكرات الكاميرات، وبدأ أبو علي بكتابة التعهد بنفسه، فقال له هاشم الأبارة: يا سيد علي هذه التصرفات تؤثر عليكم.. فرد عليه بغضب بقوله: "قطع رأسك من أنتم حتى تؤثرون علينا والله لن تضرنا أفواهكم ولن تنفعنا قد واجهنا دول"، وطلب منا عدم السفر حتى نصدر بيانا عن ما رأيناه.
رجعنا إلى الفندق وتواصلنا مع نقابة الصحفيين ومع علي العماد وقام مشكوراً بالاتصال بابوعلي واتصل بنا وقال "قد تواصلت معه واستأذنت لكم وأقنعته بأنهم لو أرادوا الوصول إلى صنعاء ويكذبوا علينا فل يكذبوا ولن يضرنا شيء".. بعدها أتى شخص من قبل أبوعلي يخبرنا موافقته على سفرنا فغادرنا مدينة صعده لتنتهي تفاصيل الرحلة.
ملاحظات
-     - محافظة صعدة مثخنة بالجراحات الحروب والصراعات.
· -جماعة الحوثي حركة تحمل أسم "انصار الله" ويطلق على مسلحي الحركة اسم "المجاهدين".
- الحصار لمنطقة دماج من قبل الحوثيين حقيقي ويمنعون دخول المواد الغذائية.
· - في محافظة صعدة ممنوع الاستماع أو بيع الأغاني والأناشيد والمحاضرات الدينية وحتى القرآن الكريم بصوت قراء مكة.
·  - لا وجود أي حركة للنساء في المدينة.
·  -يشكوا أصحاب الفنادق من تدخل المجاهدين في خصوصية المقيمين فإذا أقامت عائلة في الفندق ومعها أطفال صغار يمنعون أن ينام الأطفال مع آبائهم في غرفة واحدة حتى وإن كانت أعمارهم ما دون السابعة من العمر، لأن هذا اختلاط، محرم من وجهة نظرهم.
·  -بعض الصحف الأهلية والمستقلة تصل إلى صعدة متأخرة باستثناء الصحف الرسمية.
· -  شعارات الحركة في كل مكان في المدينة ولا توجد أي شعارات أخرى.
·  -يشكو أبناء صعدة من سيطرة مسلحي الحوثي على المساجد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق