عن مأرب برس
الجمعة
الماضية، مرت الذكرى الأولى لانطلاق شرارة الثورة الشبابية الشعبية ضد
نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في الثالث من فبراير 2011، عندما نصبت أولى
خيام الاعتصام، في الساحة المقابلة للبوابة الرئيسية لجامعة صنعاء، التي
أصبح اسمها فيما بعد «ساحة التغيير بصنعاء».
كان
ذلك اليوم هو يوم الخميس (3 فبراير)، الذي شهد مسيرة جماهيرية كبرى، انتهت
بإصرار عدد من الشباب لا يتجاوز عددهم 20 شابا على الاعتصام أمام بوابة
صنعاء، للمطالبة بإسقاط النظام، وما أشرقت شمس الجمعة الأولى للثورة
الشبابية الشعبية، إلا وقد قامت قوات الأمن بفض الاعتصام واعتقال جميع
الشباب المعتصمين أمام بوابة الجامعة.
وخلال
الأيام السبعة التي تلت ذلك اليوم، تطورت الأحداث بسرعة كبيرة، حيث تأسست
ساحات أخرى للثورة في المحافظات، وأعلن الثوار اسم أول جمعة لهم، وهي «جمعة
الغضب 11 فبراير»، التي تزامنت مع نفس اليوم الذي أسقط فيه نظام الرئيس
المصري حسني مبارك.
ومنذ
«جمعة الغضب» بدأت الثورة تأخذ منحا تصاعديا، في مختلف المحافظات اليمنية،
على شكل مسيرات يومية، واعتداءات يومية تطال المتظاهرين، وجاءت الجمعة
الثانية للثورة التي أطلق عليها «جمعة البداية 18 فبراير».
وفي
21 فبراير خرجت مسيرات يوم الاثنين التي عرفت بمسيرات توحيد المطالب في
الشمال والجنوب، ثم جاءت «جمعة التحدي 25 فبراير»، التي انتهى بها الشهر
الأول من أشهر الثورة الشبابية الشعبية، بقوافل من الشهداء والجرحى في
مختلف المحافظات اليمنية.
مارس شهر الزخم الثوري
دخل
شهر مارس آذار 2011 والزخم الثوري في تصاعد غير متوقع، وكانت أول جمعة فيه
هي «جمعة التلاحم 4 مارس»، التي توسعت خلالها ساحة التغيير بصنعاء توسعا
كبيرا أثار رعب نظام صالح، الذي بدأ بحشد البلاطجة وقوات الأمن إلى جميع
الأحياء والمناطق المجاورة للساحة، وبناء الجدران العازلة، للحيلولة دون
توسع الساحة.
ويوم
الثلاثاء 8 مارس خرجت مسيرات جماهيرية كبرى في صنعاء وعدد من المدن
اليمنية إحياء لما أطلق عليه «ثلاثاء الغضب»، ثم جاءت «جمعة الصمود 11
مارس»، التي عرفت بجمعة اللا عودة، حيث كانت الساحات تعج بالثوار الذين
يعلنون انضمامهم إليها على مدار الساعة.
في
تلك الجمعة بدأت أصوات الثوار تزلزل أركان عرش الرئيس صالح الذي ظل يشيده
طيلة 33 عاما من حكمه، وبدأ صالح يدرك بأن الأمور أصبحت خارج نطاق سيطرته،
ولهذا فقد شهدت هذه الجمعة اعتداءات عدة، على المعتصمين، حيث توسعت الساحة
في هذه الجمعة إلى ما بات يعرف حاليا بجولة الشهداء، في تقاطع شارع الدائري
مع شارع الرقاص.
جمعة الكرامة
تعرضت
الساحة فجر السبت 12 مارس لاقتحام من قبل قوات الأمن، وسقط عدد من الشهداء
والجرحى، وكانت هذا الاعتداء مقدمة لأكبر مجزرة شهدتها ساحة التغيير
بصنعاء، وغيرت من مسار الثورة جذريا، في «جمعة الكرامة 18 مارس»، التي سقط
فيها عشرات الشهداء، ومئات الجرحى في أبشع اعتداء تعرضت له الساحة من قبل
بلاطجة صالح وقوات الأمن.
وكانت
حصيلة الشهداء في هذه المجزرة 52 شهيدا، وأكثر من 600 جريح، وبهذه المجزرة
التي هزت الشارع اليمني، شهدت الثورة أكبر تحولاتها، بانضمام كبار قادة
الجيش، وكبار السفراء والوزراء ومسئولي نظام صالح إلى الثورة، وعلى رأسها
اللواء علي محسن صالح، قائد المنطقة الشمالية الغربية، وقبيلة حاشد وعدد من
القبائل اليمنية.
أدرك
صالح حينها بأن نظام حكمه بدأ يترنح، وأحيى شباب الثورة جمعتهم التالية
التي أطلقوا عليها «جمعة الرحيل 25 مارس»، ويوم الأربعاء 30 مارس شيعت ساحة
التغيير شهداء جمعة الكرامة، بمسيرة مليونية، وانتهى الشهر الثاني من
الثورة.
أبريل.. صالح يبحث عن مخرج
أطلق
أنصار صالح على آخر جمعة من شهر مارس اسم «جمعة التسامح» لكن لم يكن هناك
مجال للتسامح، بعد أن غرقت الساحات بدماء الثوار، ودخل شهر أبريل، وصالح
يحاول البحث عن مخرج، من خلال الوساطة الخليجية التي طلبها، ومن خلال
محاولة جر الثورة إلى العنف.
كانت
أول جمعة للثوار في شهر أبريل هي «جمعة الخلاص 1 أبريل»، وشهد الشهر عددا
من المجازر والاعتداءات التي طالت الثوار في جميع ساحات الثورة في صنعاء
وتعز والحديدة وعدن وغيرها من المحافظات، ثم أحيا شباب الثورة «جمعة الثبات
8 أبريل».
وفي
العاشر من أبريل أعلنت دول الخليج توسطها لحل الأزمة اليمنية وفقا
للمبادرة الخليجية، بالتزامن مع بدء إضراب شامل وعصيان مدني في عدن وتعز.
ثم
أحيا الثوار «جمعة الإصرار 15 أبريل» التي أكدوا فيها إصرارهم على المضي
في درب الثورة، وبعدها جاءت «جمعة الفرصة الأخيرة 22 أبريل»، التي تلاها
أربعاء صنعاء الدامي، عندما سقط أكثر من 13 شهيدا، ومئات الجرحى، في اعتداء
على مسيرة جماهيرية خرجت من ساحة التغيير، وتواصل التصعيد الثوري، وجاءت
«جمعة الوفاء للشهداء 29 أبريل» التي انتهى بها الشهر الثالث للثورة.
مايو.. شهر المحرقة
كانت
أول جمعة للثورة في شهر مايو هي «جمعة الوفاء للجنوب 6 مايو»، التي تلاها
في الثامن من مايو هجوم على ساحة الحرية بتعز، أسفر عن سقوط عدد من الشهداء
والجرحى، ثم تلاه في التاسع من مايو هجوم آخر على الساحة، أسفر عن سقوط
عدد من الشهداء والجرحى.
ثم
جاءت «جمعة الحسم 13 مايو»، وتلتها «جمعة وحدة شعب 20 مايو»، ثم «جمعة
سلمية الثورة 27 مايو»، في الوقت الذي كان فيه صالح يعد العدة لتفجير الوضع
عسكريا، من خلال الاعتداء على الشيخ صادق الأحمر، ومحاولة اغتيال اللواء
علي محسن.
وفي
30 مايو وقعت محرقة ساحة الحرية بتعز، من قبل قوات صالح، وراح ضحية
المحرقة أكثر من 57 شهيدا، وأكثر من 1000 جريح، وانطلقت مسيرات تنديد في
مختلف محافظات الجمهورية تضامنا مع ثوار تعز.
يونيو.. شهر المفاجأة
بدأ
شهر يونيو بـ«جمعة الوفاء لتعز 3 يونيو»، وفي ذات اليوم وقع حادث النهدين
الذي أصيب فيه الرئيس صالح وعدد من كبار رجال دولته إصابات بليغة نقلوا على
إثرها للعلاج في العاصمة السعودية الرياض.
وفي
5 يونيو وصل صالح إلى العاصمة السعودية الرياض للعلاج، واحتفل شباب الثورة
في الساحات بخروجه من اليمن، وتفويض صلاحياته لنائبه عبد ربه منصور هادي.
ثم جاءت «جمعة العهد لأهداف الثورة 10 يونيو»، وبعدها «جمعة الشرعية الثورية 17 يونيو»، ثم «جمعة الإرادة الثورية 24 يونيو».
أشهر.. التصعيد والمبادرة والرحيل
منذ
أن خرج صالح من اليمن، بدأت الثورة تتحول إلى المطالبة بإسقاط بقايا
النظام، وظهر صالح لأول مرة بعد إصابته في حادث النهدين في السابع من
يوليو، وفي 23 سبتمبر عاد صالح من رحلته العلاجية من الرياض.
وبعد
عودته بشهرين تماما وقع صالح في 23 نوفمبر على المبادرة الخليجية، التي
تقضي بتنحيه عن السلطة، وتلاها تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وخروجه من اليمن
للعلاج في الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي انفجرت فيه ثورة
المؤسسات.
ولا
زال الثوار المنتظرين لرحيل صالح النهائي بانتخابات فبراير الجاري، يواصلن
إحياء جمعهم التي، كان آخرها الجمعة الماضية، التي أطلق عليها اسم «جمعة
صناعة التاريخ»
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق