30 ديسمبر 2011

أرحب.. المأساة المنسية -

تصحو على بندقية الحرس الجمهوري وتنام بين الرصاص

عن المصدر أونلاين
في طريقنا إلى أرحب، رفقة الوفد الصحفي والقانوني الذي خرج معنا إلى مديرية أرحب (50 كيلو متراً شمال العاصمة صنعاء) كانت الأشواق تحملنا إلى محطة هامة من محطات الثورة اليمنية.

الفريق المكون من 25 شخصاً، ضمتهم صورة تذكارية جماعية للفريق، في ساعات الصباح الأولى على منصة ساحة التغيير، وفي حسبانهم أن زيارة منطقة صراع كأرحب تقتضى ترتيب كل الأشياء المتعلقة بالوداع الأخير.


تسابق أعضاء الفريق على الأسماء والمناطق ساعة وصولنا أرحب، البعض يريد «شعب» فيما هناك من يفضل «بني جرموز» وآخر يرى أن من الأفضل زيارة «زندان» و«بيت الحنق»... والأخيرة كانت وجهتنا بدون تخطيط، ولكن الأقدار ساقتنا إلى حيث نريد: إلى الشيخ منصور الحنق، شيخ مشائخ أرحب، والبرلماني المعروف.


تتشابه الجبال في أرحب كما ألوان السماء والتراب والصخور والشقوق الأرضية التي تمثل قاسما مشتركا في تضاريس المديرية الواسعة المساحة والمكان.. كما وتتشابه في الحالة الإنسانية التي وصلت إليها.

 
أطفال أرحب يسألون متى يتوقف إطلاق الصواريخ؟
 
يجثم هذان الصغيران على ما تبقى من حطام منزلهما الذي دمره صالح في حربه على أرحب ..
يتأمل محمد في غرف المنزل ... هنا كنت ألعب ... هنا كنت أنام ... هنا كنا نتاول وجبة الغداء

من مكان لآخر. يتنقل محمد في بقايا ركام. أتبعه وقلبي يكاد يتفجر من كلمات أخيه يحيى وهو يمشي معنا ممسكاً قميصي بشدة يسألني: هل سنعود لنسكن في بيتنا من جديد يا عم؟


وهل ستصلحون لنا الجدران وتشترون لنا نوافذ جديدة كالأولى؟
ببراءة يقول يحيى تلك الكلمات ولهفة العودة الى قريته ومنزله بادية على وجهه الشاحب.


أقف مشدوهاً من حجم الدمار والخراب فيقاطعني محمد قائلاً «هل يتوقف صالح عن إطلاق الصواريخ علينا؟» التفت إليه وقلت له بصوت لا يعرف الحقيقة إن شاء الله .
يصرخ يحيى من الفرح ودمعت عيناني من ذلك المشهد وأخذت أمسح دموعي خشية أن يراني الصغار فيعلموا أني لا أملك لهم شيء .

 
الشيخ منصور الحنق: لأنها قالت لا لسفك الدماء.. أرحب تقصف وتدمر
لم أكن أتوقع أن تطأ قدمي تراب أرحب المحاذية لشمال العاصمة صنعاء في وقت كهذا.، ساعة ونصف وإذا بي بين بقايا تلك المنازل المدمرة ، ومع تلك الأسر التي استقر بها الحال بين كهوف الجبال. كغيري كنت أتساءل: لماذا أرحب؟! وما الذي دار هناك طيلة الأشهر الماضية التي رملت فيها النساء ويتم الأطفال.. كل هذا وغيره وضعته بين من يصفه إعلام صالح بقائد المقاتلين في أرحب الشيخ منصور الحنق شيخ مشائخ أرحب الذي تحدث غلينا عن الأوضاع في المنطقة بعد حرب صالح على أرحب التي لا تزال مستمرة حسب تعبيره.. إلى التفاصيل:
 
ما تقييمكم للوضع وماذا قدمتم للمتضررين؟
 بخصوص الوضع الإنساني القائم فإن الوضع الإنساني في اليمن بشكل عام هو وضع كارثي ومأساوي، لم نكن نتصور أن يصل أبناء اليمن إلى هذا المستوى سواءً في أرحب أو اليمن بشكل عام. الوضع الإنساني في أرحب مزرٍ وكارثي ومأساوي جداً، فالسكان يعانون على صعيد الحياة اليومية، من جهة نقص الموارد الغذائية والمياه والملابس والسكن. نحن في فصل الشتاء والسكان يعيشون في العراء، فهناك قرى هجّرت بالكامل ومنازل دمرت وبيوت خربت، الناس اليوم يعيشون في الكهوف والشعاب والوديان. بعضهم لا يجد شربة الماء التي يروي بها ظمأه، والبعض الآخر لا يجد ما يأكل. الناس اليوم يعيشون في وضع مؤسف في الصحراء بين الحيوانات والذئاب والثعابين لا سقف يقيهم حرارة الشمس ولا جدران تحميهم من برد الليل. المزارع تضررت وتأثرت فالوضع الاقتصادي تأثر بشدة وتدهورت حالة الناس وأصبحت مأساوية وكارثية، فالحرب جعلت الناس غير قادرين على الذهاب إلى مزارعهم أو محالهم أو منازلهم ولا حتى الأسواق، وصاروا يعيشون في الكهوف والعراء. النظام عامل أرحب على أنها منطقة عدو وقصفها بلا رحمة دون أن يفرق بين صغير أو كبير ولا رجل أو امرأة.


لماذا أرحب؟

لأنها قالت لا للظلم، لأنها حرصت على عدم سفك دماء الثوار في الساحات ولأنها تقف مع الحق.


هل لديكم إحصائيات بعدد الشهداء والجرحى؟

لدينا إلى الآن 149 شهيداً من بداية القصف سقطوا وهم في منازلهم، بينهم 13 طفلاً و7 نساء وأكثر من 300 جريح، وهناك أكثر من أربعين معاق لا يستطيعون مزاولة أعمالهم أو حياتهم ولا يقوون على الحركة، ودمر أكثر من 18 مسجداً، وهناك عدد من المنازل التي دمرت كما دمرت أيضاً المدارس والمباني الحكومية والعديد من المحلات التجارية، وحتى الأسواق لم تنجُ من قصفهم، حتى الحرم الجامعي لم يسلم هو الآخر من الدمار.


هل هناك رقم حقيقي لعدد المنازل التي دمرت وتضررت جراء القصف على أرحب؟

هناك أكثر من 1200منزل دمر بعضها تدمير كلي، والبعض الآخر تدمير جزئي فضلاً عن تدمير 25 بئر مياه.


هل زارتكم منظمات حقوقية او إنمائية؟

زارتنا اليونسيف ومنظمات عبر جمعية الإصلاح وقدموا مساعدات عينية للمتضررين لكنها لا تكفي ولا تلبي حاجات المواطن المسكين، فعدد النازحين كبير وما يقدم لهم قليل، ولهذا قام أبناء المنطقة بإنشاء جمعية لمساعدة النازحين ومعالجة الجرحى، ونشكر كل من يساعدونا في دعم النازحين. نلقى إحراجاً كبيراً من الأٍسر المتضررة كلما سألونا ماذا قدمتم لنا؟ فهم يريدون معونات، ونحن نطالب المنظمات ورجال الأعمال وفاعلي الخير مساعدة النازحين والمتضررين .


ألا تشعرون ان وقوفكم مع الثورة هو السبب في خسارتكم لأبنائكم ومنازلكم وهل أنتم نادمون على ذلك؟

لا شك أن تأييدنا للثورة هو السبب في قصف أرحب، فمنذ بداية الثورة بدأ الحرس الجمهوري يتسلل من المعسكرات ليتجه إلى صنعاء لقمع إخواننا الثوار هناك، لكن أبناء أرحب رفضوا ذلك وأصروا على منعهم، وقالوا لهم لن تذهبوا وتقتلوا إخواننا في صنعاء، فخرجت الدبابات والمدافع والآليات، فخرج أبناء أرحب لمنعهم، ونام بعضهم أمام جنازير الدبابات وقالوا لهم إذا أردتم أن تذهبوا فدوسوا علينا واذهبوا.


وقاموا بوقفة احتجاجية أمام المعسكرات وبعد الوقفة أقاموا ساحة اعتصام سلمي هناك، وكان الهدف منها أن لا يخرج الحرس الجمهوري لقتل شباب الثورة في صنعاء. لكن الحرس بدأ بافتعال المشاكل بقتلهم للأخ حازم المراني أحد أبناء مشائخ أرحب في نقطة فريجة. ثم نقيب المعلمين وأحد مشائخ أرحب عبد الحميد شبرين في نفس النقطة.


وبعدها وضع الأمن القومي قائمة بأسماء كثيرة لشخصيات عدة ليتم اغتيالهم والتخلص منهم كونهم شخصيات مؤثرة وفاعلة في المجتمع، لكن الناس بدؤوا يستدركون أمورهم ويأخذون حذرهم، وشعر أبناء أرحب أن هذا واجب عليهم ولسنا نادمين على وقوفنا مع الثورة وسنظل أوفياء لها. وأقول إننا ضحينا وسنضحي حتى تحقيق كافة أهداف الثورة. مع العلم أننا لم نختر هذه الحرب، بل فرضت علينا فقد اُعتُدي علينا وقتلت نساؤنا وأطفالنا فقررنا الدفاع عن أنفسنا.

 
أرحب .. المأساة المنسية
أرحب .. المشتقة لغوياً من «رَحُبَ المكان» إذا اتسع لمدعويه، ضاقت مؤخراً أمام أهلها الذين غادروها تحت وابل القذائف والنيران، إلى جبال لم تعصمهم من جوع وبرد وخوف تعيش تفاصيله مئات الأسر المشردة داخل كهوف ومغارات لا تتوفر فيها أبسط مستلزمات الحياة.


معاناة حقيقية وجرائم ضد الإنسانية بدأت تتكشف في قرى ونواحي أرحب مع نزول أول فريق صحفي وحقوقي إلى المنطقة الأربعاء الماضي ضم عدداً من القنوات الفضائية والصحف المحلية والمواقع الالكترونية.


149 شهيداً بينهم 10 أطفال و3 نساء و322 جريحاً بينهم 22 طفلاً و9 نساء إحداهن بإعاقة دائمة، حصيلة أولية لضحايا القصف المتواصل الذي تشنه ما يسمها الأهالي بقوات الحرس العائلي المطوقة أرحب من ثلاث جهات مختلفة وعلى مدى 6 أشهر متتالية.


وتتصدر مساكن المواطنين قائمة الأضرار التي لحقت مديرية أرحب جراء القصف المتواصل عليها من قبل قوات الحرس الجمهوري سيما منطقة «الشعب» القريبة من معسكر الفريجة حيث لا تزال قوات الحرس تواصل توغلها في المنطقة وتستحدث مواقع عسكرية جديدة كما حدث في منطقة «الصنصل».


«شعب» أرحب

«الشعب يريد إسقاط النظام» عبارة استقبلتنا عند مدخل أول منزل زرناه في قرية الشعب والذي دمر بالكامل جراء القصف العنيف الذي تعرض له من قبل قوات الحرس المتمركزة في جبل الصمع والصنصل، وأسفر عن إصابة شخص وتشريد 4 عائلات كانت تقطن المنزل.


وفي المنزل (الضخم) كما يظهر من بقايا أطلاله، تبدو الصورة أقرب إلى ما يحدث في غزة على أيدي القوات الإسرائيلية، حيث تحول المنزل إلى أثر بعد عين، وبقيت آثار الخراب والدمار الذي خلفته قذائف المدافع والدبابات شاهداً حياً على جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها قوات صالح بحق السكان والمدنيين في أرحب ومدن يمنية أخرى.


قال الشيخ صالح أحمد المراني صاحب المنزل إن عائلته المكونة من 75 نسمة تعيش حالياً وضعاً مأساوياً داخل كهوف لا تجد فيها ما تأكله أو تفترشه، بعد أن أتلف القصف كل محتويات المنزل الذي يمثل بالنسبة لنا جهد وكد وتعب وعرق سنوات بكاملها قضيتها في بنائه وتأثيثه من أجل لم شمل العائلة.


وعزا المراني قصف منزله إلى موقفه المؤيد والمناصر لثورة الشباب السلمية المطالبة بالتغيير، مؤكداً في الوقت ذاته احتفاظه بحقه في مقاضاة مرتكبي هذا العمل الإجرامي، والمطالبة بالتعويض العادل عن كل ما لحقه هو وأسرته من أضرار وخسائر مادية وبشرية.

بيت العذري الأعلى

ويتكرر المشهد ذاته في قرية بيت العذري الأعلى حيث وقفنا هناك على ثلاثة منازل دمرت هي الأخرى بالكامل جراء قصف قوات الحرس الجمهوري المتمركزة في معسكر الفريجة للقرية دونما تفريق بين إصلاحي ومؤتمري ومؤيد للثورة أو معارض لها –حسب غانم العذري- صاحب أحد المنازل المتضررة.


وأفاد غانم أن اثنين من أسرته استشهدا وأصيب آخران في القصف الذي استهدف منزلهم ليلاً، مشيراً إلى أن من نجوا من القصف كانوا ساعتها في الجزء الشرقي من المنزل الذي لم يتعرض – حسب قوله- للقصف المباشر من قبل دبابات ومدافع الحرس الجمهوري المتمركزة في معسكر الفريجة.


ووصف غانم الوضع الذي تعيشه أسرته وغيرها من الأسر النازحة من بيت العذري بالسيئ داعياً المنظمات الحقوقية والإنسانية وهيئات الإغاثة المحلية والدولية إلى زيارتهم في الكهوف التي يسكنونها والاطلاع على حجم المعاناة الإنسانية التي يعيشونها بسبب البرد القارس والنقص الحاد في الغذاء والدواء.

«قصبة» في مرمى النيران

واصلنا السير صوب قرية القصبة الواقعة أمام مرمى نيران معسكر الفريجة حرس جمهوري وتبعد عنه بنحو كيلو متر فقط، وهناك بدت الجريمة أكثر بشاعة والأضرار أكثر جسامة، خصوصاً وان معظم المباني فيها قديمة ولم تصمد أمام قذائف دبابة الحرس التي لا زالت حتى اللحظة في انتظار أوامر جديدة بارتكاب مزيد من الجرائم وتدمير ما تبقى من منازل المواطنين.


منزل محمد علي الفقيه (مأمون المنطقة) ومنزلان آخران مجاوران تحولت إلى «نصع» ثابت لفوهات مدافع ودبابات الحرس المنتشرة حتى اللحظة على امتداد سور معسكر الفريجة التي لم تدخر جهداً في ترويع من تبقى من الساكنين وتدمير البنية التحتية، واستهداف كافة الخدمات العامة للمواطنين بما في ذلك شبكة الكهرباء التي طرحتها القذائف أرضاً ومواسير وخزانات المياه الخراسانية والحديدية.


وفي تلك القرية التي لا يزال الرعب يسكنها ورائحة الموت تنتشر في كل أنحائها استمعنا إلى قصص إنسانية تراجيدية عن أسر فقدت عائلها الوحيد وأطفال يتموا ونساء رملت وآباء وأمهات يبكون فلذات أكبادهم، وغيرها من المآسي التي لا يتسع المجال هنا لذكرها.


لكن الملفت أن كل ما روجت له وسائل الإعلام الرسمية من اقتحام وسيطرة لمعسكر الفريجة من قبل مسلحين قبليين ثبت لنا أنه لا أساس له من الصحة، إذ لا يزال المعسكر تحت السيطرة الكاملة للحرس الجمهوري بقيادة العقيد محمد حسين البخيتي، وهو ما اعتبره بعض المواطنين محاولة للتغطية على الجرائم التي ارتكبها هذا المعسكر بحق السكان المدنيين.

بيت العذري الأسفل

وفي بيت العذري الأسفل تعرضت عدة منازل للقصف العشوائي من قبل قوات اللواء 62 حرس جمهوري، مما تسبب في تدمير منزلين بالكامل وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل الأخرى، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى والجرحى من السكان الآمنين بينهم نساء وأطفال.


استوقفنا هناك أحد المساجد التي لم تسلم هي الأخرى من نيران الحرس الذي تحول في أرحب –حسب الأهالي- إلى لصوص وقطاع طرق وتجار موت، ومثيري فتن ومصدر خوف وقلق ورعب، مستنكرين تعاطي بعض وسائل الإعلام المحلية والخارجية مع ما يحدث في أرحب على أنه مواجهات مسلحة بين مسلحين قبليين وجيش نظامي.


الحاج صالح عبدالله الظفاري إمام الجامع المتضرر تحدث للصحفيين بحرقة عن عملية القصف التي استهدفت الجامع ومنزلين مجاورين يسكنها هو وأولاده مؤكداً أن ما حدث لبيت الله قد ساءه وآلمه أكثر من الذي حدث لمنزليه المدمرين بالكامل.


«الدرب» طفولة مذبوحة وشظايا في الأجساد

قرية الدرب كانت محطتنا الأخيرة وفيها التقينا 3 أطفال وقعوا ضحايا لقصف قوات الحرس الجمهوري القرى والأحياء السكنية بصورة عشوائية ودون أي مراعاة للمعاهدات والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية الطفولة التي صادقت عليها اليمن في ظل حكم علي عبدالله صالح المسؤول الأول عن تلك الجرائم بحسب أولياء أمور الأطفال.


«قصي» و«عدي» ابنا عم يسكنان في بيت واحد لم يتجاوزا سن العاشرة أصيب الأول بعدة شظايا في الجهة الخلفية لساقه اليمنى والآخر بشظيتين إحداها في كتفه والأخرى في صدره، جراء سقوط قذيفة على حوش منزلهما خلال شهر رمضان الماضي، بينما كانا يلعبان غير آبهين بأصوات القذائف التي تهتز لها الأرض من تحت أقدامهما.


من يومها طلق الفتيان اللعب خارج المنزل - حسب والديهما- خصوصاً بعد أن أصيب قصي بإعاقة في رجله، في حين لا يزال عدي يحتفظ بشظية في صدره عجز الأطباء هناك عن نزعها فقرروا تسفيره إلى صنعاء لكن والده أجل ذلك خشية أن يحدث له ما حدث للشيخ علي يحيى القطراني أحد مشائخ نهم والذي قصفت دبابة الحرس الجمهوري سيارته أثناء إسعافه ابنته في طريق قرية «الأبوة» بأرحب.


وتفيد معلومات حصلنا عليها من أولياء أمور وأطباء وممرضين يجوبون القرى لإجراء بعض الإسعافات الأولية أن ثمة حالات كثيرة تشبه حالة الطفل عدي لم تتمكن من الوصول إلى صنعاء لإجراء عمليات جراحية خطيرة تتعلق بنزع الشظايا وجبر الكسور وغيرها من الحالات المستعصية، الأمر الذي عرض حياة كثيرين منهم للخطر وانتهى ببعضهم إلى شلل كلي، سيما المصابين بكسور وانزلاقات في الظهر وتحديداً العمود الفقري.ِِ
 

 
 
 
 
 
 

اليمنيون يسدلون الستار على 2011 باحتجاجات واسعة ضد صالح (صور)

فيما أنصاره يحيون جمعة «وإن عدتم عدنا»

عن المصدر أونلاين
أسدل اليمنيون الستار عن عام 2011م الذي شهد انتفاضة ضد نظام الرئيس علي عبدالله صالح، إثر اندلاعها في يناير من العام الحالي، باحتشادهم اليوم الجمعة في ميادين وساحات الحرية والتغيير بمختلف محافظات الجمهورية.
 
واختتم شباب الثورة عام 2011م، بإحياء جمعة «معاً لتحقيق أهداف الثورة»، للتأكيد على سيرهم في«التصعيد الثوري»، لإسقاط كامل نظام صالح ومحاكمته وأفراد عائلته وبناء يمن جديد ينشدونه.

واحتشد بشارع الستين بصنعاء مئات الآلاف من شباب الثورة، دعوا خلالها إلى مواصلة السير لتحقيق أهداف الثورة، ومحاكمة رموز النظام، ورفضهم منح صالح النظام.


وركز خطيب الجمعة النائب مفضل الأبارة على الاختلافات الأخيرة التي شهدتها ساحات التغيير، قائلاً «إن نظام صالح فشل وسيفشل في شق صف الثائرين، والثوار منتصرون بنبل الأعمال والأهداف والغايات، ونقول لهم ما عجزتم عن أخذه يوم قوتكم لن تأخذوه يوم ضعفكم، ولو استطاع صالح أن يتحالف مع الجن والإنس انه مهزوم و منكسر ، وأنتم منتصرون بنبل ثورتكم وسمو أعمالكم وأهدافكم وغاياتكم».


وهاجم النائب الأبارة السفير الأمريكي فايرستاين، قائلاً «كان الأجدر بك أن تقف بإجلال لمسيرة الحياة، كما قال رؤساؤك في البيت الأبيض إنهم يتعلمون دروسا وينظرون بفخار لثورات الربيع العربي»، مضيفاً «بتصريحك ذلك ،أنت لا تسيء إلى ثورتنا السلمية، بل تسيء إلى نفسك وعلاقات البلدين، التي يحرص اليمنيون على تنميتها في إطار الاحترام المتبادل».


وطالب في خطبته عبده ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق «بسرعة القبض على من قتلة شباب مسيرة الحياة»، مضيفا «نقول لهم ...الشعب اليمني أقسم ... لن يتنازل عن قطرة دم».


وفي العاصمة صنعاء أيضاً، احتشد أنصار حزب المؤتمر بجامع الصالح فيما أطلقوا عليها اسم «جمعة وإن عدتم عدنا»، والتي شهدت ولأول مرة توقف القنوات الرسمية عن بثها.


وكان حزب المؤتمر قد أعلن عودة أنصاره للاحتشاد بعدما كان قد أوقف تلك الاحتجاجات بداية الشهر الحالي، «لتهيئة العمل لحكومة الوفاق الوطني». بحسب بيان سابق للحزب، لكنه سرعان ما عاد أمس الخميس لدعوة أنصاره للاحتشاد مجدداً.


كما شهدت محافظات يمنية عدة إحياء مئات الآلاف من شباب الثورة لجمعة «معاً لتحقيق أهداف الثورة».


واحتشد مئات الآلاف في ثلاث ساحات بمدينة إب والقاعدة يريم، حيث طالب المحتجون بمحاكمة المشاركين في قتل المحتجين مطالبين حكومة الوفاق بالعمل على عدم منح صالح وأنصاره الحصانة.


وفي عدن خرج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة طافت شوارع المدينة، رفع خلالها المحتجون صور فيصل بن شملان وجار الله عمر والشيخ عبدالله حسين الأحمر، في ذكرى وفاتهم.


وأكد المحتجون استمرارهم في التصعيد الثوري حتى تحقيق كامل أهداف الثورة، والوصول إلى بناء يمن جديد.


وفي جمعة «معا نحقق أهداف الثورة» أيضاً، احتشد مئات الآلاف في 14 ساحة بمديريات محافظة تعز، تعهدت بالمضي في تحقيق كافة أهداف الثورة، والقصاص من الذين شاركوا في قتل المحتجين.


كما طالبوا حكومة الوفاق والقائم بأعمال الرئيس بالإسراع في الكشف عن المشاركين في قتل المشاركين بمسيرة الحياة، والذي راح ضحيتها 13 شهيد وأكثر من مائتي جريح.
يتبـــــــع

 
تصوير: صنعاء: محمد العماد
 

ثوار عدن يؤكدون مواصلة ثورة المؤسسات ضد الفساد ( صور)

29 ديسمبر 2011

رسالة على عجل

بقلم الدكتور / ياسين سعيد نعمان 

عاث الفساد بأرضنا وغدا بأعلى منزله
وتبعثرت أخلاقنا حتى غدت كالمزبله

نهب اللئام كرامنا، وتلك قلة (مَرْجَلَه)

الصافنات جيادنا: أضحى الجواد سبهلله

النابهات عقولنا: ظلت تحوم مغفَّله

الساهرات عيوننا: لم تكتشف ما المشكله

عقولنا تائهة وفعلنا ما أعجله

مبرمجون على الضياع كلُ يراقب أجله

تتفجر الأحزان في أيامنا.. كقنبله

تختار منا كريمنا بالقصد حتى تقتله

هذا يموت بغيضه وذاك فوق المقصله

وذاك مسموما بحبر لم يعد يستعمله

وذاك مصلوبا على حلم جميل شكَّله

وذاك يحمل رأيه حيران إلى من ينقله

ضدان: هذا يبطئ المسعى وذا يستعجله

لا يعرف الإنسان جداً كيما يدري المهزله

هل نحن في درب التوحد أم طريق الصومله

وتوقفت عن شرحها، وطلبت أن تستكمله

لكنها أرخت جفونا ناعسة متململه

وأسدلت ليلاها في غنج وولت مقفله

كانت كمن يأتي من الحلم القديم إلى حصون مقْفَله

وتدراكت ما اعتقدت أن الكلام أغفله

قالت وقد سارت بعيدا في خطىً مهروله

أنتم بلاد حكمة .. آبارها معطَّله

واقعكم حزن، وماضيكم يدين المرحله

،،،

هل آن للماضي أن يبعث.. ويرفع مشعله

أنا رسولتكم إليه .. فهل لي أسأله

إن كان حبل السر باق فالخيار لكم وله

وإن تمزق حبلكم فاعتبروا بالأمثله
لا بد من تغيير خط السير، أو تغيير حل المسأله
 

(سعداء بزيارتكم)