بقلم/ جلال السامعي
في ظل الظروف
السياسية والأمنية الراهنة التي تمر بها بلدنا الحبيب اليمن فإنني أود أن
أتوجه برسالة وطنية -في بداية مقالي هذا- إلى إخواني وزملائي شباب الثورة
في الداخل والخارج أدعوهم من خلالها إلى الانتصار لقضايا الوطن المصيرة
والعمل بروح الشباب المحب لوطنه على تحقيق أهداف الثورة ، والتي تستوجب منا
جميعاً الانتباه لها وعدم التفريط بها أو تأجيلها ، والوقوف في وجه كل من
يفكر بعرقلة مسيرة التغيير والبناء ومحاولة طمس هوية الثورة وتاريخها
الوضاء .
أدعوا الشباب إلى
مزيد من التلاحم والتماسك ، وأوجه لهم القول : أنتم شوكة الميزان في هذا
البلد ويجب أن تحافظوا على توازنكم وتواجدكم في صدارة المشهد ، لا تبتعدوا
عن أهداف الثورة ، وإنني أقولها لكم وبكل ثقة بأن مستقبل هذا البلد هو
بأيديكم أنتم ، وأنتم وحدكم الأقدر على الانتقال باليمن إلى بر الأمان .
أيها الشباب :
أنتم من أنتفض
وأنتم من تقدمتم الصفوف وخرجتم إلى ساحات الحرية وميادين التغيير في كل
محافظات اليمن تنشدون التغيير وتنشدون مستقبل أفضل لهذا البلد .
أنتم من قام بأعظم
وأروع ثورة ضد الظلم والاستبداد والتوريث وحكم الأسرة الواحدة ، ولا مجال
لمن يحاول العودة بنا إلى الخلف مهما كان خبيثا ومهما امتلك من المال
والسلاح ما يكفي لتنفيذ سياساته الانتقامية ضد الثوار ، وتغذية الصراعات
المناطقية والمذهبية بين مكونات المجتمع ، ودعم العصابات المسلحة وممارسة
أعمال الإرهاب وجرائم التقطع والنهب والتخريب بحق الوطن والمواطنين .
نوجه هذه الرسائل
إلى جميع المكونات والقوى الخيرة في هذا البلد بما فيهم شباب الثورة
فالشباب هم من ضحوا وقدموا أرواحهم رخيصة من أجل الحرية والعزة والكرامة
والمواطنة المتساوية قدموا أرواحهم فداء من أجل هذا الوطن الغالي ومن أجل
بناء واستقرار اليمن وهم قادة المستقبل المشرق الذي نتمناه لشعبنا ووطننا
يا أحرار وحرائر اليمن :
أنتم الكفة
الراجحة على الساحة وعلى المشهد برمته ، ولن يستقيم الأمر إلا بكم ، فقد
ضربتم أروع الأمثلة في التضحية والفداء وأجبرتم العالم على الاعتراف
بثورتكم والإشادة بدوركم في صنع التغيير الذي نسير فيه وبدأنا فيه ، فلا
تتفرقوا ولا تتشتتوا ولا تتخاذلوا.
لا تقفوا أمام ما يحدث هنا أو هناك ، ولا تلتفتوا لكل ما يقال هنا أو هناك ، يجب أن تمضي مسيرتكم دون توقف وإلا أصابها الخلل .
ثقتنا في رئيس
الجمهورية كبيرة بعد الله سبحانه وتعالى وعليه أن يتفهم مطالبنا كما وعد
بذلك ، وكما كنا معه في البداية سنظل معه حتى نمضي بالبلد إلى ما نتطلع
إليه ونجتاز به كل العوائق والصعوبات، وبيننا وبينه أهداف الثورة ، ولن
نقبل أبدا بالالتفاف عليها مهما كانت المبررات ، وما لم تتم الاستجابة
لمطالب شباب الثورة بشكل عاجل واحترام إرادة الشعب اليمني التواق إلى تغيير
كل القيادات العسكرية والأمنية المقربة من رأس النظام السابق ، وتجريدهم
من الأسلحة التي استولوا عليها ، واسترداد أموال الشعب التي نهبوها خلال
العقود الماضية ، فلا حاجة لنا بالدخول في حوار هزلي لا ينتصف لدماء
الشهداء والشهيدات التي سالت في كل الميادين والساحات من أجل المضي في ثورة
شبابية شعبية سلمية حتى النصر .
كلنا أمل أن نجتاز
هذه المرحلة بنجاح وأن يلتقي أبناء اليمن على كلمة سواء وننبذ جميع
الخلافات وراء ظهورنا وننظر إلى المستقبل بنظرة حب وتفاؤل ننشد التغيير
الذي نحب الوصول إليه مستشعرين بذلك أهمية المرحلة التي تمر بها بلادنا
ومدركين ضرورة الاستمرار في العمل الثوري والبدء بمرحلة البناء والإعمار
كون البلد بحاجة ماسة إلى كثير من التغييرات والإصلاحات وهذا بكل تأكيد
بحاجة إلى تكاتف وتعاون كل القوى الخيرة في هذا المجتمع من أجل أن نصل
بوطننا الحبيب اليمن إلى ما نصبو إليه وأن نفعل كل ما بوسعنا من أجل أن نرى
هذا الوطن المعطاء كما نحب أن نراه وكما نحب ويحب أن يراه الغير .
يجب أن نبدأ لا أن
ننتظر ما سيأتي وما سيكون دونما أن نبادر ونساهم ونشارك في صنع مستقبل هذا
البلد والنهوض به من واقع مزري خلفته الأيادي العابثة والفاسدة والحاقدة
على هذا الوطن والشعب خلال عقود من الزمان .
أيها الشباب : لقد آن الأوان لأن نبدأ هذه المرحلة ، يجب أن نفعل ونعمل لا أن نقول ونستمع إلى ما يقوله المغرضون والمتشائمون .
هذا الوطن هو
وطننا جميعا ويجب أن نبذل الغالي والرخيص من أجله ، وأن نعطيه حقه من الحب
والولاء والعمل والبذل والعطاء كي نعيش فيه بحرية وكرامة وأمن واستقرار
ورخاء ، ومن لا وطن لا تاريخ له ، وطننا نحن أولى به وأحرص عليه من الغير
وهذا ما يجب أن يكون ، يجب أن نبادر نحن ، لا أن ننتظر المبادرات من الخارج
، مع احترامي وتقديري لكل الجهود الخارجية الطيبة الإقليمية والدولية التي
يقوم بها ممثل الأمم المتحدة في بلادنا وأمين عام مجلس التعاون الخليجي من
أجل رأب الصدع وإخماد فتيل الأزمات المتلاحقة التي يفتعلها البعض ، وهي
جهود طيبة ومخلصة يشكرون عليها تعبر عن حرصهم الشديد على وحدة صفنا ولم
شملنا وأمن واستقرار وطننا ، وهذا يحسب لهم بغض النظر عن أي شيء آخر .
ولعلكم تابعتم ما أوردته وما كتبته صحيفة الخليج الإماراتية في عدد سابق
لها قائلة :"ولاء اليمنيين لليمن هو المعيار الحقيقي للخروج من الأزمة".
وفي افتتاحية أخرى
لها طالبت ذات الصحيفة اليمنيون بالشعور بالانتماء إلى كل الوطن، وأن هناك
دولة تظلل الجميع بالقانون والعدل والمساواة، وأنها فوق الحزبية والقبلية
والمناطقية.
فهل آن لنا أن نشعر بالانتماء والولاء لهذا الوطن الكبير "اليمن" ؟
أجزم بأن معظمنا
إن لم نكن جميعنا نحب أن نرى وطننا آمنا مستقرا نعيش فيه بحرية وكرامة وعزة
في ظل دولة النظام والقانون الذي يكفل المساواة والعدالة الاجتماعية لكل
مواطنيه ، ونحب أن نراه دائماً في تقدم ونماء وتطور وازدهار أسوة بباقي
الدول المتقدمة ، ولكن هل هذا يكفي ؟ أم أن الوطن بحاجة إلينا جميعا كما
نحن بحاجة إليه لنبنيه ونعمره وننهض به ونحترم اللوائح والقانون المنظمة
لشؤون البلاد والعباد ، نصونه ونحافظ عليه ونذود عنه ونضعه في حدقات عيوننا
، ونفكر بالمصلحة العامة قبل أن نفكر بمصالحنا الشخصية الضيقة ؟!.
واجب علينا
كيمنيين أن نحب وطننا وبلدنا ونفخر بالانتماء إليه ، لذا علينا أن نفعًل من
الآن فصاعدا إنتمائنا وولائنا لهذا الوطن الغالي ولاشيء غير الوطن ،
والدعوة عامة للجميع.
المقال منشور في موقع مأرب برس دعوة إنتماء لهذا الوطن - مأرب برس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق