تواصل السلطات اليمنية حربها على الصحافة الالكترونية وحجبها للمواقع
الإخبارية المستقلة عن المتصفحين من داخل اليمن في إطار حملة واسعة النطاق
تستهدف الصحافة والصحفيين في البلاد منذ أن اندلعت الثورة الشعبية ضد نظام
حكم علي صالح قبل نحو 8 أشهر.
وعاودت هذا الأسبوع وزارة الاتصالات ممثلة بشركة «يمن نت» المزود الوحيد لخدمة الانترنت في البلاد، حجب رابطين جديدين لموقع المصدر أونلاين المستقل الذي ناله الحظ الأوفر من عمليات الحجب المتكررة، لتكون هذه هي المرة الثامنة التي يُحجب فيها الموقع منذ تأسيسه في العام 2009 وحتى الآن.
وكانت المرة الأولى التي يتعرض لها موقع المصدر أونلاين للحجب في مايو 2009، أي بعد شهر واحد فقط من انطلاقته في ابريل من العام ذاته، لتستمر بعد ذلك الحملة التعسفية التي يواصلها نظام صالح ضد الموقع.
وهذه هي المرة الرابعة التي يتعرض لها المصدر أونلاين للحجب منذ بداية هذا العام، فلم تمض سوى أيام على اندلاع شرارة الثورة الشعبية في فبراير الفائت إلا وسارعت السلطات اليمنية إلى حجب المصدر أونلاين، وتلا ذلك حجب للمرة الثانية في أغسطس الماضي، قبل أن تعاود السلطات هذا الأسبوع لحجبه مرتين.
وقال مدير تحرير المصدر أونلاين ياسر العرامي إن «هناك حملة حكومية منظمة تستهدف الموقع منذ انطلاقته، لكن هذه الحملة تزايدت مؤخراً بسبب تغطيته المكثفة ليوميات الثورة الشعبية ضد نظام الحكم في البلاد».
واعتبر العرامي لجوء السلطات اليمنية إلى أساليب عتيقة في عصر التكنولوجيا المفتوح دليلاً واضحاً على حالة الإفلاس والتردي التي بات يعيشها هذا النظام، ومحاولة يائسة منه لكسر إرادة الأصوات الإعلامية الحرة، كجزء من محاولاته المستمرة لوقف عجلة التغيير التي دارت لتقضي على آخر آماله في مواصلة الحكم وتوريثه.
والعناوين الخاصة بالمصدر أونلاين التي حجبتها شركة «يمن نت» هذا الأسبوع هي: almasdar.us.to
وalmasdaronline.org.org. ما منع الآلاف من داخل اليمن من تصفح الموقع، بينما تغلب البعض على هذا الحظر باستخدام برامج كسر الحجب.
وتتولى إدارة متخصصة في جهاز الأمن القومي الذي يقوده نجل شقيق الرئيس صالح، متابعة ما تنشره المواقع الإخبارية المستقلة قبل أن تصدر قراراتها إلى وزارة الاتصالات ممثلة بشركة «يمن نت» لتنفيذ عملية الحجب.
وإلى جانب المصدر أونلاين، شنت وزارة الاتصالات هذا الأسبوع حملة ضد المواقع الإخبارية اليمنية، حجبت خلالها أكثر من عشرة مواقع مستقلة، بسبب تغطيتها لفعاليات الثورة الشعبية التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح.
ومن هذه المواقع «مأرب برس والحديدة نت والحدث والتجديد نيوز وعدن أونلاين ويمن نيشن ويمن برس والبيضاء أونلاين ونشوان نيوز وأخبار الساعة وصوت الحرية وثورة الشعب اليمني» إضافة إلى مواقع أخرى أنشأها ناشطون لتغطية أحداث الثور الشعبية في اليمن.
وتواصل السلطات اليمنية منذ سنوات حجب عدة مواقع إخبارية أخرى تتبنى دعوات الانفصال وتهتم بتغطية أخبار الحراك في جنوب البلاد.
ودانت نقابة الصحفيين اليمنيين الحملة التعسفية من قبل السلطات لحجب وقرصنة المواقع الإلكترونية ووضعها تحت عقوبة الحجب القسري عن جماهيريها ومتابعيها من داخل اليمن.
وطالبت النقابة في بيان أمس الأربعاء الجهات المعنية بسرعة رفع الحجب ، وعدم الإصرار على تجاوز القانون، ومحاولة حجب المعلومات في ظل العالم الالكتروني المفتوح والتطور التكنولوجي الرهيب.
ودعت كافة المنظمات المحلية والدولية وعلى رأسها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب لإدانة هذه الظاهرة المؤرقة للصحافة الالكترونية في اليمن والضغط على سلطات اليمن لرفع الحجب القسري للمواقع الإخبارية المستقلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق