18 أغسطس 2011

عدن: مظاهرات احتجاجية جراء انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من 7 ساعات

 
عن مأرب برس - الأربعاء 17/8/2011
لم تتمكن قوات الأمن المركزي من فتح الطريق الرابط بين مديريتي المعلا وصيرة حتى لحظة كتابة هذا الخبر بعد أن قطعه محتجون غاضبون على انقطاع الكهرباء عن منطقتهم لأكثر من سبع ساعات.

وانقطع التيار الكهربائي عن محافظة عدن منذ الساعة الحادية عشر ظهراً وعاد إلى بعض المديريات قبيل مغرب اليوم في حين امتد الانقطاع عن بعض المديريات إلى ما بعد مغرب اليوم الأربعاء, قبل أن يعاود انقطاعه مجددًا عن بعض المديريات الأخرى.

وعقب صلاة المغرب خرج عشرات الشبان الغاضبين في مظاهرة احتجاجية, وقطعوا الشارع المحاذي لحي «سالم علي»، وحاولت قوات الأمن تفريقهم بإطلاق الرصاص الحي في الهواء والقنابل المسيلة للدموع ولكن دون جدوى.

وارتفعت مدة الانقطاعات الكهربائية في مدينة عدن التي تشهد جواً ملتهباً خلال الثلاثة الأيام الماضية إلى أكثر من ثلاث مرات في اليوم الواحد يتراوح كل انقطاع بين ساعتين وثلاث ساعات.
* الصورة من الإرشيف 

17 أغسطس 2011

وفاة 15 شخصا، وإصابة المئات بوباء غامض يجتاح 3 مديريات بمحافظة الضالع


عن مأرب برس
           
قالت مصادر محلية في محافظة الضالع بأن وباء مجهول انتشر في المحافظة ، واجتاح حتى الآن 3 من مديرياتها ، وبأنه أودى بحياة نحو 15 شخصا حتى الآن، بالإضافة إلى اكتشاف نحو 300 مصابا حتى الآن.
ونقلت صحيفة 14 أكتوبر عن مدير عام مكتب الصحة بالمحافظة، الدكتور محسن الكوكبي، بأن التشخيص الأولي للفيروس يؤكد بأنه ينتقل عبر الخضروات، وقال بأن نتائج الفحص المخبري، تشير إلى أنه ليس مرض الكوليرا، وإنما عبارة عن فيروسات متنوعة.
وقال الكوكبي بأن هناك صعوبات في تشخيص المرض بدقة بسبب عدم وصول الحالات عند بداية المرض ليتم فحصها قبل أن تتعاطى أية أدوية، مشيراً إلى أن هذا المرض يتسبب في فقدان السوائل بسبب الإسهال والتقيؤ ما يؤدي إلى جفاف حاد قد يتسبب في الوفاة نتيجة توقف عمل الكلى إذا لم يتم معالجته سريعاً.
وأشار الكوكبي إلى أن عدد الحالات التي تم رصدها حتى الآن في المحافظة تصل إلى 300 حالة، مهيباً الجهات المختصة والمواطنين الإبلاغ عن أي حالة وإيصالها إلى المستشفى فور ظهور حالات الإسهال والتقيؤ حتى يتم معالجتها.

الحديدة: امرأة تقدم على إحراق نفسها حتى الموت

عن مأرب برس
        
أقدمت امرأة تبلغ من العمر 35 عاما" على الانتحار بإحراق نفسها مساء أمس الأول في مديرية الحوك بمحافظة الحديدة، بسبب إصابتها بالسرطان، وفقدانها الأمل في العلاج.
حيث قامت المرأة بصب (الكيروسين) على جسدها وإشعال النار على نفسها حتى احترقت بالكامل وتوفيت بعد وصولها إلى المستشفى بساعات.
وقال عدد من أبناء الحي بأن هذه المرأة أقدمت على الانتحار بسبب أنها مصابة بمرض السرطان في فمها وبعد أن فقدت الأمل في علاج هذا السرطان الذي التهم فمها وجعل أسرتها فقيرة جراء غلاء سعر الأدوية الخاصة بهذا المرض.
هذا وكان قد تم إسعاف المرأة التي قامت بإحراق نفسها إلى مركز الحروق بمستشفى الثورة بمحافظة الحديدة لكنها فارقت الحياة فور وصولها بساعات إلى المستشفى لشدة الحروق التي بجسدها.
هذا وتشهد محافظة الحديدة حالات انتحار متزايدة بسبب ضيق المعيشة أحياناً ولأسباب نفسية أحياناً أخرى.

عقيدفي الحرس الجمهوري:الرقاب التي ستكسر هي رقاب يحيى وعصابته

عن مأرب برس

قال العقيد علي الشدادي احد قادة الحرس الجمهوري المنضمين للثورة الشبابية السلمية بأن تهديدات العميد يحيى محمد عبد الله صالح لن يطالها وأن رقبته هو وأمثاله هي من ستكسر .
وهدد العميد يحيى محمد عبد الله صالح - ابن اخ الرئيس اليمني علي عبد الله صالح " بكسر رقاب " أي فصيل يسعى مجددا الى اسقاط صالح بالقوة داعيا الى الحوار لإنهاء الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد .
وقال العميد يحيى صالح لوكالة الأنباء البريطانية " رويترز " , ان اليمن لن ينزلق مجددا الى حرب مفتوحة مثلما حدث في مايو ايار بعد اشهر من الاحتجاجات في الشوارع التي استهدفت الاطاحة بالرئيس.
وأوضح الشدادي في تصريح خاص لـ"اسلام تايمز" بان الحجة الشرعية والقانونية والأدبية والإنسانية قد وجبت للحسم العسكري بعد تصريحات العميد يحيي محمد عبد الله صالح 
وأضاف "الشدادي" الذي شغل مناصب قيادية هامة في الحرس الجمهوري قبل إنضمامه للثورة في فبراير الماضي " يتباهى هذا الغاوي وأعلن هذا الموقف الهابط بكسر رقاب معارضيه وهنا وجب استخدام خيار الحسم بكل الوسائل المشروعة ".
وأشار "ستكسر رقابكم أنتم عصابة السوء والفساد المجرمين في حق الشعب والوطن على يد الشرفاء والأحرار من شباب الأمة المجاهد ، و ابعد عليك وعلى أمثالك من الهابطين من أن تصل إلى ما ذكرت كبعد المشرقين ولن ننتظر بمشيئة الله وحوله وقوته حتى يتم تمرير هذا المخطط الإجرامي وإنما سنطهر الأرض من رجسكم وإن غدٍ لناظره لقريب".
ووصف "الشدادي" تصريحات "يحيي" بأنها تحمل في طياتها الحقد والنية المبيتة لتدمير الوطن ومؤسساته وما يقوم به من تصريحات إعلامية ابتداءً من رأس النظام المخلوع صالح قال بأنه سيواجه الشعب والثورة بالتحدي وهو يحمل تهديدا باستخدام القوة والقمع والعنف".
وأضاف " أنهم يتفاخرون ويتباهون بذلك أمام العالم أجمع ، بإعلان صريح بالحرب والإرهاب والقمع للثورة والشعب وكل الصادقين والشرفاء" .
ونفى الشدادي أن يكون داعي للفتنة من خلال تصريحاته ولكن ما دعاه لذلك هو ظروف المرحلة الراهنة التي يحاول فيها بقايا النظام بحد وصفه استخدامهم الورقة الخبيثة وهي " الإرهاب" لكسب التأييد الدولي وكغطاء لما يقوم به في أرحب وتعز وأبين من قمع وقتل وارهاب".
ووصف "الشدادي" التصريحات الإعلامية لمن اطلق عليهم بقايا النظام بأنها تصريحات تدعو إلى الحرب والتهديد والوعيد بالقمع والقتل ولا تدعو إلى التهدئة والسلم .
معتبرا ما يجري في أرحب وتعز وأبين من تدمير وقتل للأبرياء بانه هو الإرهاب الحقيقي الذي يجب أن ينظر إليه العالم ويحمل على عاتقه مهمته الإنسانية والاخلاقية.
واردف قائلا : " إن علي عبدالله صالح وأبنائه وأقاربه تسلطوا على الحكم 33 سنه ولم يكتفوا بذلك وهاهم الآن يستخدمون الحرس الجمهوري والأمن المركزي لقمع الشعب وقتله ويعلنون الحرب تحت مزاعم باطلة وكاذبه لتبريرها وتسويقها وطنياً ودولياً لكسب التأييد وتخويف المجتمع الدولي بقضية الإرهاب وتسويق ذلك لكسب التأييد والدعم".
واتهم الشدادي المملكة العربية السعودية بأنها تقوم بدعم النظام في سياسة القتل والتدمير "الخبيثة" و" هي من أوصلت اليمن إلى هذه الظروف وهي التي أجهضت مشروع الخيار السلمي لمواجهة النظام في عملية التغيير ، ونتيجة هذا المخطط الخطير في إفشال ذلك الخيار قد أوجد قناعة في الشريحة العظمى من الشعب بأن الخيار السلمي لن يجدي أمام استخدام القوة والقمع حاليا ووقفت القوى السياسية في وضع حرج للغاية في تقديم أي حلول سياسية".
وأشار : " إن إشعال حرب أهلية في اليمن ستؤدي إلى عدم الاستقرار على المستوى الوطني والدولي وقد تسبب إلى كارثة اجتماعية وانسانية وكذلك تسبب إلى ردود فعل من قوى الشعب والثورة عكسية ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية نتيجة لمجاراتها للنظام ولأقرباء صالح فيما يقومون به من حرب على القوى الأساسية للوطن والبلاد ، وذلك نتيجة للتركيبة الدينية والاجتماعية والقبلية للمجتمع اليمني حيث أن المرحلة الحالية تستوجب اللجوء إلى ما يمليه ويفرضه الشرع والدين والعرف القبلي والانساني وما تمليه عليه أدبيات واخلاقيات المجتمع اليمني".
وتابع بالقول : " إن تأييد المملكة العربية السعودية والصمت المريب للولايات المتحدة الأمريكية أمام غطرسة هذه الاسرة من الصعب ومن المستحيل أخلاقيا ودينيا أن تقف القوى اليمنية المختلفة صامتة ومنهزمة امام هذه الاسرة فخيار الموت اصبح أهون من أن تنهزم أمام هذه الأسرة التي تحكمت في مصيرهم ومصير الشعب مدة 33 عاماً واصبح الجهاد من كل القوى داخليا وخارجيا ضرورة حتمية وفرض وهذا ما لا كنا نريده ".

17 شهيدا من النساء والأطفال في اجتياح ميليشيات صالح لقرية بأرحب

عن مأرب برس

أسفر القتال بين عناصر قبلية وقوات حكومية يمنية عن مصرع ما لا يقل عن 26 شخصاً الثلاثاء، وفقاً لما ذكره شهود عيان، الذين أشاروا إلى أن معظم القتلى من المدنيين.
ووقعت الاشتباكات في منطقة أرحب على بعد نحو 40 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة اليمنية صنعاء.
وأفاد شهود عيان أن طائرات تابعة للحرس الجمهوري شنت هجمات صاروخية على عدد من القرى، وقالوا إن نحو 17 شخصاً من القتلى هم من النساء والأطفال، بينما قتل 9 من المقاتلين القبليين، مشيرين إلى أن عدد من الجرحى سقطوا من بين المسلحين.
وقال زعماء قبليون إن ما يزيد على 45 دبابة وعربة مدرعة شوهدت وفي تدخل قرى أرحب في وقت مبكر من صباح الثلاثاء.
وقال الزعيم القبلي في أرحب، أحمد أبو غانم: "الحكومة تحارب شعبها باستخدام الطائرات المقاتلة والدبابات تقتلنا.. إنها مصرة على أنها تقاتل الخارجين عن القانون والمجرمين فقط."
من جهته، قال المسؤول الحكومي اليمني، عبدو جنادي: "الحكومة تقاتل أولئك الذين يهاجمون الممتلكات العامة، والذين يتسببون بالفوضى في المنطقة."
غير أن المسئول الحكومي لم يعلق على مقتل المدنيين، عندما سألته CNN عن سبب مقتلهم.
وقال المسلحون القبليون في أرحب إنهم قتلوا أكثر من 16 جندياً من الحرس الجمهوري خلال اليومين الماضيين، وزعموا أن الحكومة تخفي أمر قتلاها خشية انسحاب قواتها.
وقال شهود العيان إنهم شاهدوا خمس دبابات مدمرة على الطرق المؤدية لقرى أرحب.
وأشار، عبدالله محمد، وهو أحد المقاتلين المسلحين في قرية شعب إحدى قرى أرحب، إلى أن القوات الحكومية تقتل المدنيين والعائلات وليس المسلحين، وهم لا يقاتلون رجلاً لرجل
يشار إلى أن معظم الاشتباكات وقعت في قرية شعب، حيث تقول الحكومة إن الخارجين عن القانون استولوا على مبان حكومية ومعسكرات للجيش

نصف عام من ثورة اليمنيين

عن مأرب برس
لم يكن يخطر على بال أحد، أن يظل اليمنيون كل هذا الوقت في الساحات والميادين, مطالبين بإسقاط النظام واستبداله بنظام آخر هو أقرب إلى أحلامهم وآلامهم وأحاسيسهم, ولكنهم فعلوها وفاجئوا الجميع ليس بطول بقائهم في الساحات والميادين فحسب، بل أيضًا بخروجهم السلمي الذي أبهر العالم كله, مطالبين بحقوقهم وحرياتهم, لا سلاح لهم سوى صدورهم العارية وحناجرهم الصادحة بتلك المطالب.
هذا الخروج المبهر للعالم, والداخل قبل الخارج, عكس حقيقة كان يجهلها الجميع, عن كنه هذا الشعب وحضاريته ومدنيته, بعد أن ظلوا ينعتونه بأقذع أوصاف التخلف, نتيجة لتلك الصورة المغلوطة والمشوَّهة التي ساهم نظام الديكتاتور البليد على مدى عقود حكمه الثلاثة في ترويجها, لجلب الدعم والتأييد من حكومات العالم لنظامه الذي قدَّمه لهم على أنه يحمي العالم من هذا المارد اليمني المتوحش، الذي يمسك به نظامه المستبدّ.
لكن رياح تغيير الربيع العربي 2011م، عرَّت صالح كما عرَّت أصحابه من قبل، بن علي ومبارك والقذافي وغيرهم، حينما كشفت عن حقيقتهم، وزيف أنظمتهم وهشاشتها، وأنها أوهى من "بيت العنكبوت"، وأنها مجرد أنظمة كرتونية، قائمة على الدعاية الإعلاميَّة، والقمع البوليسي، ولا تستند إلى أي مشروعيَّة سياسيَّة أو غيرها، وبدت على حقيقتها بأنها مجرد أنظمة تهريجيَّة، لا تستحق أن تتربع على قمم هذه الشعوب العظيمة.
فما قدمته الثورة اليمنية وشبابها على مدى ستة أشهر من المرابطة في الميادين والساحات في اعتصام ربما قد يسجله التاريخ الأطول من نوعه, أثبت بما لا يدع مجالا للشك مدى حكمة اليمنيين وعظمتهم, رغم كل العوامل والمثبطات، التي تحيط ببيئة ثورتهم, الكفيلة بتحويلها إلى دوامة عنف أعمى, كفيل بتحويل اليمن إلى مقبرة جماعيَّة كبيرة.
لكنها حكمة اليمنيين, ووعي شبابهم الكبير بإيمانهم المطلق بعدالة قضيتهم, التي دفعتهم بعيدًا عن لغة الرصاص والسلاح وما أكثره وما أوفره في متناول أيديهم, يرتديه اليمنيون كجزء من زيهم التقليدي, لكنهم نبذوه جانبًا وقرروا أن ينطلقوا بصدورهم العارية لمواجهة أبلد نظام حكم اليمن على الإطلاق, نظام يفتقر إلى أبسط القيم والأخلاق والأعراف, نظام أشبه بعصابة منه إلى نظام سياسي.
لقد سطر اليمنيون على مدى ستة أشهر من قيام الثورة أروع صور التضحية والفداء، والنبل، والتسامح، وقدموا قوافل الشهداء والجرحى قربانًا لمطلبهم الذي خرجوا من أجله "الدولة المدنيَّة" وفداءً لهذا الوطن الذي يفترشون أرضه ويلتحفون سماءه، وواجهوا في خضمّ ذلك كل أنواع المؤامرات والدس الرخيص من قبل هذا النظام ومنتفعيه في الداخل والخارج.
لقد حوَّل اليمنيون الساحات والميادين إلى أكاديميَّة تطبيقية لكل القيم الإنسانية الرفيعة، وطبقوا فيها واكتسبوا من القيم والتجارب والخبرات ما ستعجز عن تحقيقه أقدم وأعرق الأكاديميات في العالم، لقد علَّموا العالم أن اليمنيين ليسوا مجرد قبيلة وسلاح فقط، بل علموهم أن اليمني إنسان يمتلك من القيم والمبادئ والأخلاق ما يفخر بتقديمه لهذه البشرية، التي ستقف يومًا مبهورة ومشدوهة بهذه الثورة اليمنية.
لقد عملت فترة نصف عام من الثورة على إعادة صياغة وتشكيل وجدان اليمنيين من جديد، وبعكس ما يقول البعض، لقد ربح اليمنيون طوال هذه المدة ولم يخسروا شيئًا، لقد ربحوا قيم التعايش المشترك في إطار الاختلاف، وقيم التمدن والحوار والنضال السلمي رغم وفرة السلاح لديهم وعلو ثقافته وشيوعها بينهم.
وبالنظر إلى الواقع اليمني وتعقيداته الداخليَّة والإقليميَّة والدوليَّة، سيكون من المنطقي أن نضع كل هذه الاعتبارات في الحسبان، والتعامل معها وفقًا لهذا الواقع المعقد الذي صنعه نظام صالح وبعيدًا عن لغة العواطف، التي بقدر ما هي وقود للثورة، لكنها لا تصلح أن تظل هي اللغة الناظمة للعمل الثوري حتى النهاية.
إن الثورات ليست مجرد تجربة تستنسخ من هنا أو هناك، بل هي تجربة تعكس وعي هذا الشعب وأخلاقه، ومن ثم لا يمكن استنساخ تجربة ثورة ما، بقدر ما يمكن استلهام بعض معانيها أو تجاربها وإبداع أفضل منها، وهذا ما فعله اليمنيون، وإن كانوا هم أصحاب شرارة هذا الربيع العربي، منذ 2006م، حينما خرجوا بحراك سلمي في كل مناطق الجنوب، ليسجلوا بذلك قصب السبق في النضال والثورة السلميَّة قبل غيرهم.
لقد جرَّب اليمنيون كل أشكال النضال والثورة من الاعتصامات والمسيرات والعمل المدني، وتجنبوا حمل السلاح لأنهم يدركون عواقب دوي الرصاص الوخيمة، وحافظوا على مسار سلمية ثورتهم، رغم كل الأبواب التي فتحت لهم نحو الجحيم، وسيسجل لهم التاريخ هذا الفعل غير مسبوق، في رفض السلاح الموجود في متناول اليد، رغم شرعية استخدامه في الدفاع عن النفس في كل القوانين والأعراف والأديان.
إن الحديث عن طول أمد الحسم، لثورة عمرها نصف عام، حديث غير منطقي ومعاند، إن لم يكن جاهلاً بأمور الثورات وشئونها، ومحاولة البحث عن نماذج قريبة للقياس عليها في إخفاق هذه الثورة أو تلك، هو أيضًا منطق طفولي معاند، لا يستند إلى أي سند تاريخي أو علمي، أو واقعي حتى.
فمثلا القول بأن 18 يومًا نجح فيها المصريون و29 يومًا نجح فيها التونسيون، هو دليل على إخفاق غيرهم، هو منطق غير علمي، عدا عن كونه كما قلنا منطقًا طفوليًّا معاندًا، لأن الثورتين المصرية والتونسيَّة صحيح أنهما أسقطتا رأسي النظامين الحاكمين، لكنهما لا يزال أمامهما الكثير حتى يتسنى الحديث عن نجاحٍ من عدمه، وهو ما ستخبرنا به ليس الأيام أو الشهور القادمة بل السنوات القادمة.
فمن شواهد التاريخ الإنساني المعاصر، قامت ثورات عدة، ناضل أهلها طويلا حتى وصلوا إلى تحقيق مطالبهم التي ثاروا من أجلها، فالفرنسيون حينما قاموا بثورتهم عام 1789م، ظلوا عشرة أعوام في ثورة حتى تحقَّقَت أهدافهم في الحرية والعدالة، وكذلك المكسيكيون الذي ثاروا عام 1910م ولم يكتب لثورتهم الانتصار إلا في عام 1940م أي بعد ثلاثين عامًا من الثورة.
نستطيع القول بأن ثورة اليمنيين قطعت شوطًا كبيرًا في طريق نجاحها، وأهم شروط هذا النجاح هو كسر حواجز الخوف والرهبة، وتوازن الرعب، بل غلب رعب الثورة رعب النظام المتسلط، وبالتالي ها هي الثورة في نصف عامها الأول، تخطو بثبات نحو الانتصار، وإعلان تحقيق الأهداف، رغم كل ما وضع في طريقها من عقبات وأشواك، هي الأخطر والأكثر في طريق ثورة اليمنيين منها في طريق أي ثورة عربيَّة أخرى.
لكن لا شك أنها ككل ثورات الإجماع الوطني، ستنتصر ثورة اليمنيين، لأنها ثورة إجماع شعبي، وثورة إرادة شعبيَّة، لم يحدثْ أن حصلت على مثل هذا الإجماع أي ثورة في تاريخ اليمنيين رغم تعقيدات خلافاتهم البينيَّة، لكنهم في هذه اللحظة المفصلية من تاريخهم، جنَّبوا كل خلافاتهم جانبًا، وانطلقوا نحو تحقيق حلمهم الجمعي، بدولة العدالة والحرية والمواطنة المتساوية، التي ستذوب عندها كل خلافاتهم، وسيتصالح عندها أيضًا كل فرقائهم.

(سعداء بزيارتكم)