(سعداء بزيارتكم)

26 مارس 2012

شبكة رصد الاخبارية تكتب عن الهدف القادم لشباب الثورة اليمنية

سارة نور الدين - شبكة رصد الاخبارية  :

سأل الرئيس حاشيته يومًا من يستطيع أن ينتزع مني السلطة فأجابوه: الشعب يافخامة الرئيس فغضب، وقال بصوت عالي أي شعب ؟! قالوا: الشعب المسلح بالعلم والمعرفة يافخامة الرئيس، فابتسم ابتسامة ماكرة وقال: والعكس صحيح فقرر أن يجعل هذا الشعب ضعيفًا وهزيلاً ومدمنًا" ومن هنا قرر الشباب اليمني الإطاحة بمخطط الرئيس كما أطاحوا به في انتفاضة شعبية انطلقت من ساحات التغيير؛ معلنين بداية عهد جديد بلا أمية ولا قات.
ولذلك أطلقت مبادرة" يوم بلا قات" بالاشتراك مع حركة "تنوع" و"حركة أجيال بلا قات" و"مشروع جيل إرادة" حملة جديدة تحت شعار" منشآت حكومية بلا قات" تدعو لإصدار قانون لمنع مضغ نبات القات المخدر داخل المنشآت الحكومية اليمنية كخطوة أولى للتغيير .

الضغط على الحكومة
وتقول هند الإرياني منظمة الحملة في حديث خاص لموقع رصد: إننا نعمل على العامل الإعلامي ونتواصل مع المسئولين للضغط على الحكومة لإصدار قانون يحرم مضغ القات في المنشآت الحكومية وإصدار هذا القانون ليس صعبًا لأنه ليس منعًا كاملاً للقات وإنما منع في أماكن معينة مثلما تمنع بعض الدول تناول السجائر في الأماكن المغلقة .

صالح المستفيد
وتؤكد هند الإرياني أن اليمنيين أصبحوا أكثر وعيًا لفكرة أن القات يضر بصورتهم أمام العالم-خاصة بعد انتقادات فيصل القاسم لليمنيين في برنامجه على قناة الجزيرة ووصفه لهم بـالـ"سكارى"- متوقعة أن يكون هناك تفاعلاً كبيرًا مع هذه الحملة وخاصة أن الهدف منها إصدار قانون يطبق على الأرض.
واعتبرت الإرياني أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح يعد سببًا رئيسيًّا في ازدياد معدلات تناول القات في الثلاثة عقود الأخيرة؛ إذ شجع زراعة القات وتحولت أراضي حكومية كثيرة لزراعته بدلاً من زراعة البن الذي اشتهرت به لسنوات طويلة.
ومن جانبه يقول الدكتور عزمي بشارة على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" "لندعم جميعًا الحملة من أجل إصدار قانون يمنع تناول القات في الدوائر الحكومية أثناء الدوام، ولندعم عمومًا حراك المجتمع المدني اليمني من أجل مواكبة اجتماعية للتنمية ولعملية التحول الديمقراطي، فالتحول الديمقراطي في اليمن يعني أيضًا عملية تغيير اجتماعي وليس مجرد تغيير رئيس".

تأييد شبابي
ولاقت "حملة منشآت حكومية بلا قات" تأييدًا كبيرًا من الشباب اليمني على صفحات موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" إذ قال أحدهم " إننا وبتركنا للقات سوف نبني يمنًا حضاريًّا وسنعود إلى يمن الحضارة والتقدم والإخاء بعيدًا عن كل العادات السيئة والقذرة والتي تظهر اليمن بمظهر آخر تظهر اليمن بمظهر التخلف والتأخر ونحن نقول سيروا على هذا الدرب فسنقتلع القات وبإذن الله والألف ميل يبدأ بخطوة وإلى الأمام".

عادة اجتماعية
ويعتبر تعاطي القات عادة اجتماعية في اليمن امتدت لعشرات السنين حتى أصبحت جزءًا من نسيج المجتمع اليمني؛ حيث يشجع الكثير من اليمنيون أبناءهم على تناوله  في جلساتهم العائلية لإبعاد أبنائهم عن صداقة السوء ويعتبرونه مقويًّا للصلات الاجتماعية؛ حيث يتعاطى اليمنيون القات في جلسات عائلية تمتد لساعات يتحدثون فيها عن كل شيء في اليمن حتى السياسة.
ويذكر أن هناك دراسة أجرتها الحكومة اليمنية العام الماضي توضح أن نحو 90% من اليمنيين و40 % من اليمنيات و30 % من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاما يمضغون القات بشكل منتظم إما يوميًّا أو أسبوعيًّا.
ويبلغ حجم الإنفاق اليومي من استهلاك القات في اليمن حوالي 70 مليون ريال
وبحسب دراسات أعدتها مؤسسة "يمن بلا قات" أوضحت أن القات يستهلك 60 % من المياه لري مزارع القات، واستحوذ على 70 % من الأراضي الخصبة في اليمن، بلا إضافة إلى أن تعاطي القات يستهللك 33% من دخل الأسرة اليمنية.

اختلاف بين الفقهاء
ويسبب القات العديد من الأمراض مثل سوء التغذية والإمساك والبواسير وسرطان اللثة والبلعوم والفم؛ حيث يصاب 20 ألف يمني سنويًّا بسرطان الفم أو البلعوم واللثة وتبلغ نسبة الوفيات 60% من إجمالي المصابين بالسرطان.
وبالنسبة لعلماء الدين الإسلامي في اليمن، يلاحظ انقسامهم في الرأي حول هذا النبات، فالبعض يرى جوازه لعدم ثبوت آثاره التخديرية لهم، وبالتالي لا يستطيعون قياسه على المسكرات التي تغيب العقل، في حين يرى البعض الآخر تحريمه على اعتبار أنه يؤدي إلى مضيعة الوقت والمال وما يؤكد الأطباء من أنه سبب للعديد من الأمراض.
وتقول الإرياني إن بعض الفقهاء في اليمن أباحوا مضغ القات أثناء الصلاة وبدون مضمضة وهي ركن أساسي في الوضوء خوفًا من انصراف الناس عن صلاة الجماعة بسبب تعاطي القات الذي يمتد إلى ساعات طويلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق