(سعداء بزيارتكم)

31 يوليو 2011

الأمطار في صنعاء تكسب المعتصمين بساحة التغيير زخماً إضافياً

المصدر أونلاين
أكسبت الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة صنعاء يومي السبت والأحد، ساحة التغيير زخماً غير معهود ونشاطاً عريضاً حولتها إلى ما أشبه بخلية نحل.
 
واندفع الشباب إلى خارج خيامهم لإصلاح ما أفسدته السيول التي سببتها الأمطار الغزيرة فور تسببها بعدد من المشاكل.

ولم تشهد العاصمة منذ بدء موسم الأمطار مثل هذا الانهمار المدرار.


واشترك عدد من المتطوعين في مهمة تجفيف شوارع الساحة وتوجيه المياه إلى مصارف المياه لما تسببه تجمعها من إعاقة السير فضلاً عن الإضرار بالخيام.


فيما لم تسلم اللافتات المعلقة في الساحة من الأمطار، إذ تقطعت بعضها، ولم تعد صالحة لتعليقها.


وأحدثت الأمطار أيضاً أضرار جسيمة ببعض الخيام ما اضطر ساكنيها اللجوء إلى خيام مقاربة لهم للمبيت في أرض جافة بدلاً عن خيامهم المملوء بالمياه والبلل.


وقال المهندس أشرف عبادي من ائتلاف (for future) إن الأمطار سببت مشاكل في خيمتهم ما اضطره وأصدقائه إلى اللجوء إلى خيمة تكتل وطن القريبة منهم.


ولم يبدي أشرف أي علامات التبرم من ذلك، بل وصف هطول الأمطار بهذه الوفرة بأنها أشعلت الدنيا فرحاً، إذ لم يسقط الغيث في العاصمة منذ فترة ليست بالقصيرة.


وأكد في حديثه لـ«المصدر أونلاين» بأن هطول الأمطار يعني الفرج وإعادة الأمل للناس والمزارعين، حتى وإن اضطرهم إلى «النزوح» والبحث عن مأوى آخر، يقول ذلك وهو يضحك.


ويشير زميله في الخيمة حمزة يحيى الشرفي بأن هطول الأمطار بهذا الشكل يعني الخير والبركة، وأنها مثبتة للنفوس وتصفية للأرواح وتجديداً للحيوية والنشاط لدى الثوار في ساحات التغيير.


وقال الشرفي في رجوعه لشريط الذاكرة إلى الماضي بأن «غزوة بدر» وقعت وقت نزول الأمطار ومصادفتها لشهر رمضان الكريم المقبل على البلاد وهي في خضم الثورة.


وأكد بأن الثقوب الموجودة في خيمتهم وبعض الخيام إضافة إلى ارتفاع منسوب المياه في الشوارع سببت في حدوث تسرب إلى الداخل وتبلل الملابس والفرش والأجهزة الالكترونية.


وبالنسبة لعبدالحفيظ الجولحي فإنه يتخوف من استمرار هطوله نظراً لما تسببه من أضرار كالخيام والتي تتلف أغلب محتوياتها.


واستدرك في حديثه بأنهم سيواجهون ذلك بصبر وعزيمة وتحدي مهما كانت الظروف سيئة، مؤكداً لـ«المصدر أونلاين» بأن تكافل الثوار وتعاونهم أنجح مهمتهم في مواجهة ذلك.

اليمنيون يودعون شعبان ويستقبلون رمضان بعادات مثقلة التكاليف


 صحيفة الخليج
لدى اليمنيين خصوصية اجتماعية قديمة يحتفلون بها لتوديع أيام الفطر واستقبال شهر رمضان الكريم، حيث يتجمع في آخر أيام شهر شعبان الأهل والأصدقاء في يوم يطلقون عليه (يا نفس ما تشتهي)، وهي دعوة للنفس لتأكل ما تشتهيه من مختلف أصناف الطعام التي تزخر بها المائدة اليمنية من تنوع وفوائد غذائية .
وقبل يومين أو ثلاثة أيام من دخول شهر رمضان تنشغل النساء بإعداد المأكولات والموائد المتنوعة الزاخرة بالحلويات والفواكه احتفالاً بتوديع أيام الفطر، سواء في المنازل أو في أماكن العمل، ويتجمع الأصدقاء للأكل والفرح والبهجة استقبالاً لشهر الصيام .
ويقول الحاج حسين منصر من سكان صنعاء القديمة إن في هذا اليوم يجتمع أفراد الأسرة والأهل في مكان واحد على مائدة الطعام الزاخرة بمأكولات متنوعة وبعدها يتبادلون الحديث، وهو ما يطلق عليه “المجابرة” ويقومون بعدها بترديد الموشحات الدينية اليمنية وقراءة القرآن الكريم ابتهاجاً برمضان .
يقول البعض إن تلك الخصوصية الاجتماعية متوارثة منذ الحكم العثماني لليمن عندما كان السائد أن رمضان شهر للعبادة والتقشف والزهد، وكون آخر يوم من شعبان يخصص للاستمتاع بملذات الأكل والشرب . ويتذكر يحيى الوزيزة، تلك الأيام التي كانت تجمع الأهل في بيت العائلة الكبير بالقول: “كنا نتجمع في منزل جدي في يوم (يا نفس ما تشتهي) قبل حلول شهر رمضان، حيث كانت تعد موائد من الطعام من وقت مبكر لنتجمع ونودع أيام الفطر ونستعد للعبادة والزهد طوال شهر رمضان المبارك . ويشير في حديث ل “الخليج” إلى أن تلك العادة تم توارثها من السلف، وتوجد بشكل كبير في مدينة صنعاء القديمة، مبيناً أنها انتشرت أيام وجود الأتراك في اليمن . وتحسر الوزيزة على تلك الأيام التي كانت تجمع الأهل والأحبة في منزل واحد يتناولون الموائد والحلويات اليمنية منها، كما قال، الكباب واللحوم واللحوح “خبز من الذرة” وبنت الصحن، ومن الحلويات الرواني والشعوبية وغيرها من المأكولات التي تزخر بها المائدة اليمنية .
وتعتقد الباحثة في الموروث الثقافي أمة الرزاق جحاف، التي ترأس “بيت التراث الصنعاني” أن هذه عادة قديمة بدأت مع دخول اليمنيين الإسلام تنفيذاً لتعاليم الدين، ولكي ينشغل الناس بعدها بالعبادة والصوم وترك الملذات، حيث كانوا يختارون آخر أيام شعبان لتناول الوجبات الغذائية المتنوعة التي تزخر بها المائدة اليمنية بمبرر قدوم شهر الصوم والعبادة . لكنها تقول ل “الخليج” إنه لا يوجد تاريخ محدد لظهور هذه العادة القديمة لأن الحياة الاجتماعية لم تحظ بتوثيق حقيقي، بل يعتمد على شهادات شخصية وموجودة في بعض البلدان المجاورة لليمن وأيضا في موريتانيا ربما يكون اليمنيون حملوها معهم خلال هجرتهم .
وتشير إلى أن هذه العادة كانت قد تلاشت في السبعينات والثمانينات لكنها عادت لتظهر بشكل واسع في السنوات الأخيرة، وتضيف قائلة: “أصبح يوم “يا نفس ما تشتهي” مقدمة لترك ملذات الإنسان واستعداده لاستقبال شهر رمضان، التي أصبحت عادة لاستقبال رمضان بشراء الحلويات والأكلات المتنوعة ونوعاً من الإسراف، حيث تقضي ربات البيوت معظم أوقاتهن في المطبخ ليتفنن في إعداد أفضل الأكلات التي لا تحصر” .
وتعتبر أستاذة علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتورة عفاف الحيمي أن هذا اليوم له بُعد اجتماعي حيث يتجمع الأهل والأصدقاء والجيران لتناول مختلف وجبات الطعام وتبادل الأحاديث، وقالت ل “الخليج”: “كان آباؤنا وأجدادنا في الماضي يتقشفون في رمضان وينشغلون بالتسبيح والذكر عكس اليوم الذي أصبح رمضان شهراً استهلاكياً لمعظم الأسر اليمنية أكثر من بقية الأشهر، وأصبح رمضان يشكل عبئاً على الأسرة اليمنية أكثر من غيره من الشهور لكثرة الاستهلاك الغذائي فيه” . وتبرر أسباب استمرار هذه الخصوصية الاجتماعية بأن البعض أصبح يعتبر هذه الأيام مناسبة لتجمع أفراد الأهل أو حتى تجمع الزملاء في أماكن أعمالهم بغض النظر عن مدلولاتها الدينية، حيث إن اليمنيات العاملات يفضلن الاحتفال بذلك اليوم مع زميلاتهن وتقوم كل منهن بإعداد وجبة معينة من الطعام ويتم تناولها في أماكن أعمالهن .